وإنّ الا أنك تلحق واوا أخرى فتثّقل وذلك لأنه ليس في كلام العرب اسم آخره واو قبلها حرف مفتوح قال الشاعر (وهو أبو زبيد) : [خفيف]
(٣٧) ـ ليت شعري وأين مني ليت |
|
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء |
(٣٨) ـ وقال ألام على لوّ ولو كنت عالما |
|
بأذناب لوّ لم تفتنى أوائله |
وكان بعض العرب يهمز كما يهمز النّؤور فيقول لوء ، وانما دعاهم الى تثقيل لوّ الذي يدخل الواو من الاجحاف لو نوّنت وقبلها متحرك مفتوح ، فكرهوا أن لا يثقّلوا حرفا لو انكسر ما قبله أو انضمّ ذهب في التنوين ورأوا ذلك إخلالا لو لم يفعلوا ، فهما جاء فيه الواو وقبله مضموم هو فلو سمّيت به ثقّلت فقلت هذا هوّ وتدع الهاء مضمومة لأن أصلها الضم تقول هما وهم وهنّ ، ومما جاء وقبله مكسور هي وان سمّيت به رجلا ثقّلته كما ثقّلت هو وإن سمّيت مؤنثا بهو لم تصرفه لأنه مذكّر ولو سمّيت رجلاذ ولقلت هذا ذوا لأن أصله فعل ألا ترى أنك تقول هاتان ذواتا مال فهذا دليل على أنّ ذو فعل ، كما أنّ أبوان دليل على أن أبا فعل ، وكان الخليل يقول هذا ذوّ يفتح الذال لأن أصلها الفتح ، تقول ذوا وتقول ذؤو ، وأما كي فتثقّل ياؤها لأنه ليس في الكلام حرف آخره ياء ما قبله مفتوح وقصّتها كقصة لوّ ، وأمّا في فتثقّل ياؤها لأنها لو نوّنت أجحف بها اسما وهي كياء هي وكواو هو وليس في الكلام اسم هكذا ، ولم يبلغوا بالأسماء هذه الغاية أن تكون في الوصل لا يبقى منها الّا حرف واحد ، فاذا كانت اسما لمؤنّث لا ينصرف ثقّلت أيضا لأنه اذا أثر أن يجعلها اسما فقد لزمها أن تكون نكرة وأن تكون اسما
__________________
(٣٧) الشاهد في تضعيف لو لما جعلها اسما وأخبر عنها لان الاسم المفرد المتمكن لا يكون على أقل من حرفين متحركين والواو في لو لا تتحرك فضوعفت لتكون كالأسماء المتمكنة وتحتمل الواو بالتضعيف الحركة وأراد بلو هاهنا لو التي للتمني في نحو قولك لو أتيتنا لو أقمت عندنا أي ليتك أتيت وأقمت أي أكثر التمني يكذب صاحبه ويعنيه ولا يبلغ فيه مراده.
(٣٨) الشاهد فيه تضعيف لو للعلة المتقدمة وذكره حملا على معنى الحرف * يقول قد تصدق الاماني الا أني تركت منها لمكان اللوم ما لو طلبته لأدركت غايته ، ولكني لم أعلم عاقبته فضيعت أوّله وضرب الاذناب مثلا للاواخر.