وسمعنا من العرب من يقول ، للأخطل : [وافر]
(١٨) فان تبخل سدوس بدرهميها |
|
فانّ الريح طيّبة قبول |
فاذا قالوا ولد سدوس كذا وكذا أو ولد جذام كذا وكذا صرفوه ، ومما يقوى ذلك أن يونس زعم أن بعض العرب يقول هذه تميم بنت مرّ وسمعناهم يقولون قيس بنت عيلان وتميم صاحبة ذلك فانما قال بنت حين جعله اسما للقبيلة ، ومثل ذلك قولهم باهلة بن أعصر ، فباهلة امرأة ولكنه جعله اسما للحىّ فجاز له أن يقول ابن ، ومثل ذلك تغلب بنت وائل ، غير أنه قد يجىء الشىء يكون الأكثر في كلامهم أن يكون أبا ، وقد يجىء الشىء يكون الاكثر في كلامهم أن يكون اسما للقبيلة ، وكل جائز حسن ، فان قلت هذه سدوس فأكثرهم يجعله اسما للقبيلة واذا قلت هذه تميم فأكثرهم يجعله اسما للأب ، واذا قلت هذه جذام فهى كسدوس فاذا قلت من بني سدوس فالصرف لأنك قصدت قصد الأب * وأما أسماء الأحياء فنحو معدّ وقريش وثقيف وكل شىء لا يجوز ذلك أن تقول فيه من بني فلان ولا هؤلاء لبني فلان فانما جعله اسم حىّ ، فان قلت لم تقول هذه ثقيف فانهم انما أرادوا هذه جماعة ثقيف أو هذه جماعة من ثقيف ثم حذفوها هيهنا كما حذفوا في تميم ، ومن قال هولاء جماعة ثقيف قال هؤلاء ثقيف ، وان أردت الحىّ ولم ترد الحذف قلت هؤلاء ثقيف كما تقول هؤلاء قومك ، والحى حينئذ بمنزلة القوم وكينونة هذه الأشياء للأحياء أكثر ، وقد تكون تميم اسما للحىّ ، وان جعلتها اسما للقبائل فجائز حسن يعنى قريش وأخواتها.
قال الشاعر [وهو عدى بن الرقاع العاملي] : [كامل]
__________________
(١٨) الشاهد في منع سدوس من الصرف حملا على معنى القبيلة ولو أمكنه الحمل على معنى الحى والصرف لجاز * ومعنى البيت أن الاخطل مدح سيدا من سادات بني شيبان ففرض له على أحياء شيبان على كل رجل منهم درهمين فأدت اليه الاحياء الابني سدوس فقال لهم هذا معاتبا لهم ، ومعنى فان الريح طيبة قبول أي قد طاب لي ركوب البحر ، والانصراف عنكم مستغنيا عن درهميكم عاتبا عليكم.