للعرب الضّعف كما قالوا الظّرف وظريف والفقر والفقير ، وقالوا غلظ يغلظ غلظا وهو غليظ كما قالوا عظم يعظم عظما وهو عظيم الّا أن الغلظ للصلابة والشدّة من الأرض وغيرها ، وقد يكون كالجهومة ، وقالوا سهل سهولة وسهل لأن هذا ضدّ الغلظ كما أن الضّعف ضدّ الشدّة وقالوا سهل كما قالوا ضخم ، وقد قال بعض العرب جبن يجبن كما قالوا نضر ينضر ، وقالوا قوى يقوى قواية وهو قويّ كما قالوا سعد يسعد سعادة وهو سعيد ، وقالوا القوة كما قالوا الشّدة إلّا أن هذا مضموم الأوّل ، وقالوا سرع يسرع سرعا وهو سريع وبطؤبطأ وهو بطيء كما قالوا غلظ غلظا وهو غليظ وانما جعلناهما في هذا الباب لأن أحدهما أقوى على أمره وما يريد وقالوا البطء في المصدر كما قالوا الجبن ، وقالوا السّرعة كما قالوا القوة والسّرع كما قالوا الكرم ، ومثله ثقل ثقلا وهو ثقيل وقالوا كمش كماشة وهو كميش مثل سرع والكماشة الشّجاعة ، وقالوا حزن حزونة للمكان وهو حزن كما قالوا سهل سهولة وهو سهل وقالوا صعب صعوبة وهو صعب لأن هذا انما هو الغلظ والحزونة.
وما كان من الرّفعة والضّعة وقالوا الضّعة فهو نحو من هذا ، قالوا غني يغنى غني وهو غنيّ كما قالوا كبر يكبر كبرا وهو كبير ، وقالوا فقير كما قالوا صغير وضعيف ، وقالوا الفقر كما قالوا الضّعف وقالوا الفقر كما قالوا الضّعف ولم نسمعهم قالوا فقر كما لم يقولوا في الشّديد شدد استغنوا باشتدّ وافتقر كما استغنوا باحمارّ عن حمر وهذا هنا نحو من الشّديد والقويّ والضّعيف ، وقالوا شرف شرفا وهو شريف وكرم كرما وهو كريم ولؤم لآمة وهو لئيم كما قالوا قبح قباحة وهو قبيح ودنؤ دناءة وهودنيء وملؤ ملاءة وهو ملىء ، وقالوا وضع ضعة وهو وضيع ، والضّعة مثل الكثرة والضّعة مثل الرّفعة وقالوا رفيع ولم نسمعهم قالوا رفع ، وعليه جاء رفيع وان لم يتكلّموا به واستغنوا بارتفع وقالوا نبه ينبه وهو نابه وهي النّباهة كما قالوا نضر ينضر وجهه وهو ناضر وهي النّضارة وقالوا نبيه كما قالوا نظير جعلوه بمنزلة ما هو مثله في المعنى وهو شريف ، وقالوا سعد يسعد سعادة وشقى يشقى شقاوة وسعيد