ظمأ وهو ظمآن وعطش يعطش عطشا ، وهو عطشان وصدي يصدى صدى وهو صديان وقالوا الظمّاءة كما قالوا السّقامة لأن المعنيين قريب كلاهما ضرر على النفس وأذى لها ، وغرث يغرث غرثا وهو غرثان وعله يعله علها وهو علهان وهو شدّة الغرث والحرص على الأكل وتقول عله كما تقول عجل ومع هذا قرب معناه من وجع ، وقالوا طوى يطوى طوى وهو طيّان ، وبعض العرب يقول الطّوى فيبنيه على فعل لأن زنة فعل وفعل شىء واحد وليس بينهما إلّا كسرة الأوّل وضدّ ما ذكرنا يجيء على ما ذكرنا قالوا شبع يشبع شبعا وهو شبعان كسروا الشّبع كما قالوا الطّوى وشبّهوه بالكبر والسّمن حيث كان بناء الفعل واحدا ، وقالوا روى يروى ريّا وهو ريّان فأدخلوا الفعل في هذه المصادر كما أدخلوا الفعل فيها حين قالوا السّكر ، ومثله خزيان وهو الخزى للمصدر وقالوا الخزى في المصدر كالعطش اتّفقت المصادر كاتّفاق بناء الفعل والاسم ، وقد جاء شىء من هذا على خرج يخرج قالوا سغب يسغب سغبا وهو ساغب كما قالوا سفل يسفل سفلا وهو سافل ، ومثله جاع يجوع جوعا وهو جائع وناع ينوع نوعا وهو نائع ، وقالوا جوعان فأدخلوها هيهنا على فاعل لأن معناه معنى غرثان ، ومثل ذلك أيضا من العطش هام يهيم هيما وهو هائم لأن معناه عطشان ، ومثل هذا قولهم ساغب وسغاب وجائع وجياع وهائم وهيام لمّا كان المعنى معنى غراث وعطاش بني على فعال كما أدخل قوم عليه فعلان اذ كان المعنى معنى غراث وعطاش وقالوا سكر يسكر سكرا وسكرا وقالوا سكران لمّا كان من الامتلاء جعلوه بمنزلة شبعان ، ومثل ذلك ملآن ، وزعم أبو الخطّاب أنهم يقولون ملئت من الطعام كما يقولون شبعت وسكرت ، وقالوا قدح نصفان وجمجمة نصفى وقدح قربان وجمجمة قربى جعلوا ذلك بمنزلة الملآن لأن ذلك معناه معنى الامتلاء لأن النّصف قد امتلأ والقربان ممتلىء أيضا الى حيث بلغ ولم نسمعهم قالوا قرب ولا نصف اكتفوا بقارب ونصف ولكنهم جاؤا به كأنهم يقولون قرب ونصف كما قالوا مذاكير ولم يقولوا مذكير ولا مذكار وكما قالوا أعزل وعزل ولم يقولوا أعازل ، وقالوا رجل شهوان وشهوى لأنه