سري ولا يقولون أسرياء ، وقالوا خليفة وخلائف فجاؤا بها على الأصل ، وقالوا خلفاء من أجل أنه لا يقع الا على مذكّر فحملوه على المعنى وصاروا كأنهم جمعوا خليف حيث علموا أن الهاء لا تثبت في تكسير.
واعلم أنه ليس شيء من هذا يمتنع من أن يجمع بالتاء ، وزعم الخليل أن قولهم ظريف وظروف لم يكسّر على ظريف كما أن المذاكير لم تكسّر على ذكر ، وقال أبو عمر أقول في ظروف هو ظريف كسّر على غير بنائه ، وليس مثل مذاكير والدليل على ذلك أنك اذا صغّرت قلت ظريّفون ولا تقول ذلك في مذاكير.
وأمّا ما كان فعولا فانه يكسّر على فعل عنيت جميع المؤنث أو جميع المذكّر وذلك قولك صبور وصبر وغدور وغدر.
وأمّا ما كان منه وصفا للمؤنّث فانهم قد يجمعونه على فعائل كما جمعوا عليه فعيلة لأنه مؤنّث مثله وذلك عجوز وعجائز وقالوا عجز كما قالوا صبر وجدود وجدائد وصعود وصعائد ، وقالوا للواله عجول وعجل كما قالوا عجوز وعجز وسلوب وسلب وسلائب كما قالوا عجائز وكما كسّروا الأسماء وذلك قدوم وقدائم وقدم وقلوص وقلائص وقلص ، وقد يستغنى ببعض هذا عن بعض ، وذلك قولك صعائد ولا يقال صعد ويقال عجل ولا يقال عجائل ، وليس شيء من هذا وان عنيت به الآدميّين يجمع بالواو والنون كما أن مؤنّثه لا يجمع بالتاء لأنه ليس فيه علامة التأنيث لأنه مذكّر الاصل ومثل هذا مرىّ وصفي قالوا مرايا وصفايا والمرىّ التي يمريها الرجل يستدرّها للحلب ، وذلك لانهم يستعملونه كما تستعمل الاسماء وقالوا للذّكر جزور وجزائر لمّا لم يكن من الآدميين صار في الجمع كالمؤنّث وشبهوه بالذنوب والذّنائب كما كسّروا الحائط على الحوائط ، وقالوا رجل ودود ورجال ودداء شبهّوه بفعيل لأنه مثله في الزيادة والزنة ولم يتّقوا التضعيف لأن هذا اللفظ في كلامهم نحو خششاء وقالوا عدو وعدوّة شبهوه بصديق وصديقة كما وافقه حيث قالوا للجميع عدو وصديق فأجرى مجرى ضدّه ، وقد أجرى شىء من فعيل مستويا في المذكّر والمؤنّث شبّه بفعول ، وذلك قولك جديد وسديس ، وكتيبة خصيف وريح