(١٨٨) ـ ولمّا رأونا باديا ركباتنا |
|
على موطن لا تخلط الجدّ بالهزل |
وبنات الواو بهذه المنزلة ، قالوا خطوة وخطوات وخطى وعروة وعروات وعرى ، ومن العرب من يدع العين من الضمّة في فعلة فيقول عروات وخطوات وأما بنات الياء اذا كسّرت على بناء الأكثر فهي بمنزلة بنات الواو وذلك قولك كلية وكلى ومدية ومدى وزبية وزبى كرهوا أن يجمعوا بالتاء فيحرّكوا العين بالضمّة فتجيء هذه الياء بعد ضمّة فلمّا ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤا ببناء الأكثر ومن خفّف قال كليات ومديات ، وقد يقولون ثلاث غرف وركب وأشباه ذلك كما قالوا ثلاثة قردة وثلاثة حببة وثلاثة جروح وأشباه ذلك ، وهذا في فعلة كبناء الأكثر في فعلة الا أن التاء في فعلة أشدّ تمكّنا لأن فعلة أكثر ولكراهية ضمّتين ، والمضاعف بمنزلة ركبة ، تقول سرّات وسرر وجدّة وجدد وجدّات ولا يحرّكون العين لأنها كانت مدغمة ، والفعال كثير في المضاعف نحو جلال وقباب وجباب.
وما كان فعلة فانك اذا كسّرته على بناء أدنى العدد أدخلت التاء وحرّكت العين بكسرة وذلك قولك قربات وسدرات وكسرات ومن العرب من يفتح العين كما فتحت عين فعلة ، وذلك قولك قربات وسدرات فاذا أردت بناء الاكثر قلت سدر وقرب وكسر ، ومن قال غرفات فخفّف قال كسرات ، وقد يريدون الأقلّ فيقولون كسر وفقر وذلك لقلّة استعمالهم التاء في هذا الكتاب لكراهية الكسرتين ، والتاء في الفعلة أكثر لأن ما يلتقي في أوله كسرتان قليل وبنات الياء والواو بهذه المنزلة ، تقول لحية ولحى وفرية وفرى ورشوة ورشا ، ولا
__________________
(١٨٨) الشاهد فيه تحريك ثانى ركباتنا بالفتح استثقالا لتوالي الضمتين ، وزعم بعض النحويين أنه جمع ركبة على ركب ثم جمع ركبا على ركبات فهو جمع الجمع كما قالوا بيوتات وطرقات ، وقول سيبويه أصح وأقيس لأنهم يقولون ثلاث ركبات بالفتح كما يقولون ثلاث ركبات بالضم ، والثلاثة الى العشرة انما تضاف الى أدنى العدد لا الى كثيره * يقول رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن اسؤقنا حتى بدت ركباتنا ، وقوله على موطن أي في موطن من مواطن الحرب يجد من حضره ولا يهزل لانه موضع قتال لا موضع لعب.