وحجرة ، قال الشاعر : [وافر]
(١٨٥) ـ كرام حين تنكفت الأفاعى |
|
إلى أحجارهنّ من الصّقيع |
ونظيره من المضاعف حبّ وأحباب وحببة نحو قلب وأقلاب وقلبة وخرج وخرجة ، ولم يقولوا أخراج كما لم يقولوا أجراح وصلب وأصلاب وصلبة وكرز وأكراز وكرزة وهو كثير ، وربّما استغنى بأفعال في هذا الباب فلم يجاوز كما كان ذلك في فعل وفعل ، وذلك نحو ركن وأركان وجزء وأجزاء وشفر وأشفار ، وأمّا بنات الياء والواو منه فقليل قالوا مدى وأمداء لا يجاوزون به ذلك لقلّته في هذا الباب ، وبنات الياء والواو فيه أقل منها في جميع ما ذكرنا ، وقد كسّر حرف منه على فعل كما كسّر عليه فعل وذلك قولك للواحد هو الفلك فتذكّر وللجميع هي الفلك وقال الله عزوجل (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) ، فلمّا جمع قال والفلك التي تجري في البحر كقولك أسد وأسد وهذا قول الخليل ومثله رهن ورهن ، وقالوا ركن وأركن ، وقال الشاعر وهو رؤبة :
(١٨٦) ـ * وزحم ركنيك شداد الاركن*
كما قالوا أقدح في القدح ، وقالوا حشّ وحشّان وحشّان كقولهم رئد ورئدان.
وأمّا ما كان على فعلة فانّك اذا أردت أدنى العدد جمعتها بالتاء وفتحت العين وذلك قولك قصعة وقصعات ، وصحفة وصحفات ، وجفنة وجفنات ، وشفرة وشفرات ، وجمرة وجمرات ، فاذا جاوزت أدنى العدد كسرت الاسم على فعال وذلك قصعة وقصاع ، وجفنة وجفان ، وشفرة وشفار ، وجمرة وجمار وقد
__________________
(١٨٥) الشاهد في جمع حجر أدنى العدد على أحجار والكثير حجرة يقول هم كرام اذا أجدب الزمان واشتد البرد وانحجرت الأفاعى خوفا من الصقيع وهو الجليد ومعنى تنكفت تنقبض.
(١٨٦) الشاهد فيه جمع ركن على أركن كما جمع زمن على أزمن تشبيها لهما بفعل لأنها مشتركة في عدد الحروف فيخرج بعضها الى بعض على طريق الشذوذ وعند الضرورة في الشعر.