الأحرف تخرج الى مثال مفاعل ومفاعيل اذا كسّر للجمع كما يخرج اليه الواحد اذا كسّر للجمع ، وأمّا مفاعل ومفاعيل فلا يكسّر فيخرج الجمع الى بناء غير هذا ، لأن هذا البناء هو الغاية فلمّا ضارعت الواحد صرفت ، كما أدخلوا الرفع والنصب في يفعل حين ضارع فاعلا ، وكما ترك صرف أفعل حين ضارع الفعل ، فكذلك الفعول لو كسّرت مثل الفلوس لأن تجمع جمعا لأخرج الى فعائل كما تقول جدود وجدائد وركوب وركائب ، ولو فعلت ذلك بمفاعل ومفاعيل لم تجاوز هذا ، ويقوّى ذلك أن بعض العرب يقول أتيّ للواحد فيضمّ الألف ، وأمّا أفعال فقد يقع للواحد ، من العرب من يقول هو الأنعام وقال الله عزوجل (نسقيكم ممّا في بطونه) وقال أبو الخطّاب سمعت العرب يقولون هذا ثوب أكياش ويقال سدوس لضرب من الثياب كما تقول جدور ولم يكسّر عليه شيء كالجلوس والقعود ، وأمّا بخاتيّ فليس بمنزلة مدائني لأنك لم تلحق هذه الياء بخات للاضافة ولكنها التي كانت في الواحد اذا كسّرته للجمع فصارت بمنزلة التي في حذرية اذا قلت حذار وصارت هذه الياء كدال مساجد لأنها جرت في الجمع مجرى هذه الدال لانك بنيت الجمع بها فلم تلحقها بعد فراغ من بنائها وقد جعل بعض الشعراء ثمانى بمنزلة حذار ، حدّثني أبو الخطّاب أنه سمع العرب ينشدون هذا البيت غير منوّن قال : [كامل]
(٧) يحدو ثماني مولعا بلقاحها |
|
حتّى هممن بزيغة الإرتاج |
وإذا حقّرت بخاتىّ اسم رجل صرفته كما صرفت تحقير مساجد ، وكذلك صحار فيمن قال صحيّر لأنه ليس ببناء جمع ، وأما ثمان اذا سمّيت به رجلا فلا تصرف لأنها واحدة ، كعناق ، وصحار جمع كعنوق فاذا ذهب ذلك البناء صرفته وياء ثمان كياء قمرى
__________________
(٧) الشاهد فيه ترك صرف ثمانى تشبيها لها بما جمع على زنة مفاعل كأنه توهم واحدتها ثمنية كحذرية ثم جمع فقال ثمان كما يقال حذار في جمع حذرية والمعروف في كلام العرب صرفها على أنها اسم واحد أتى بلفظ المنسوب نحو يمان ورباع فاذا أنت قيل ثمانية كما قيل يمانية وفرس رباعية * وصف ابلا اولع راعيها بلقاحها حتى لقحت ثم حداها أشدّ الحداء ، ثم همت بازلاق ما أرتجت عليه أرحامها من الأجنة ، والزيغ بها وهو ازلاقها واسقاطها.