في التخفيف وذلك قولك في المئر مير وفي يريد أن يقرئك يقريك ، ومن ذلك من غلام يبينك اذا أردت من غلام أبيك ، وان كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ضمّة وأردت أن تخفّف أبدلت مكانها واوا كما أبدلت مكانها ياء حيث كان ما قبلها مكسورا ، وذلك قولك في التّؤدة تودة وفي الجؤن جون وتقول غلام وبيك اذا أردت غلام أبيك وانما منعك أن تجعل الهمزة هيهنا بين بين من قبل أنها مفتوحة فلم تستطع أن تنحو بها نحو الألف وقبلها كسرة أو ضمّة كما أن الألف لا يكون ما قبلها مكسورا ولا مضموما فكذلك لم يجيء ما يقرب منها في هذه الحال ولم يحذفوا الهمزة اذ كانت لا تحذف وما قبلها متحرّك فلمّا لم تحذف وما قبلها مفتوح لم تحذف وما قبلها مضموم أو مكسور لأنه متحرّك يمنع الحذف كما منعه المفتوح ، واذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة فأردت أن تخفّف أبدلت مكانها ألفا ، وذلك قولك في رأس وبأس وقرأت راس وباس وقرات وان كان ما قبلها مضموما فأردت أن تخفّف أبدلت مكانها واوا وذلك قولك في الجؤنة والبؤس والمؤمن الجونة والبوس والمومن ، وان كان ما قبلها مكسورا أبدلت مكانها ياء كما أبدلت مكانها واوا اذا كان ما قبلها مضموما وألفا اذا كان ما قبلها مفتوحا ، وذلك الذّنب والمئرة ذيب وميرة فانما تبدل مكان كلّ همزة ساكنة الحرف الذي منه الحركة التي قبلها لأنه ليس شيء أقرب منه ولا أولى به منها ، وانما يمنعك أن تجعل هذه السواكن بين بين أنها حروف ميّتة وقد بلغت غاية ليس بعدها تضعيف ولا يوصل الى ذلك ولا تحذف لأنه لم يجيء أمر تحذف له السواكن فألزموه البدل كما ألزموا المفتوح الذي قبله كسرة أو ضمّة البدل وقال الراجز :
(١٦٧) ـ عجبت من ليلاك وانتيابها |
|
من حيث زارتني ولم أورابها |
__________________
(١٦٧) الشاهد في تخفيف الهمزة الساكنة من قوله أورا لما احتاج اليه من ردف القافية ولو حققتها على ما يجب لانها طرف لم يجز له من أجل الردف المضمن في القافية ، ومعنى لم أورا بها لم أعلم بها وحقيقته لم أشعر بها من ورائي لأن لام وراء همزة أصلية في قول من صغرها وريئة فحمل الفعل على هذا التقدير ، ومن جعل همزة وراء منقلبة قال في تصغيرها ورية ، ويقال معنى لم أورا بها لم أغر وأصله لم أوأر ثم قلب الى أورأ يقال أورأته بكذا ـ