اضرب الرّجل كما تقول بغير الخفيفة اذا كان بعدها ألف وصل أو ألف ولام ذهبت فينبغي لهم أن يذهبوها لذا ثم تذهب الألف كما تذهب الألف وأنت تريد النون في الواحد اذا وقفت فقلت اضربا ثم قلت اضرب الرجل لأنهم اذا قالوا اضربان زيدا فقد جعلوها بمنزلتها في اضربن زيدا فينبغى لهم أن يجروا عليها هناك ما يجرى عليها في الواحد.
[باب ثبات الخفيفة والثقيلة في بنات الياء والواو التي الواوات والياآت لا ماتهن]
اعلم أن الياء التي هي لام والواو التي هي بمنزلتها اذا حذفتا في الجزم ثم ألحقت الخفيفة أو الثقيلة أخرجتها كما تخرجها اذا جئت بالألف للاثنين لأن الحرف يبنى عليها كما يبنى على تلك الألف وما قبلها مفتوح كما يفتح ما قبل الألف ، وذلك قولك ارمينّ زيدا واخشينّ زيدا ، واغزونّ زيدا ، قال الشاعر :
(١٦٥) ـ استقدر الله خيرا وارضينّ به |
|
فبينما العسر اذ دارت مياسير |
وان كانت الواو والياء غير محذوفتين ساكنتين ثم ألحقت الخفيفة أو الثقيلة حرّكتها كما تحرّكها لألف الاثنين والتفسير في ذلك كالتفسير في المحذوف ، وذلك قولك لأدعونّ ولأرضينّ ولأرمينّ وهل ترضينّ أو ترمينّ وهل تدعونّ ، وكذلك كلّ ياء أجريت مجرى الياء التي من نفس الحرف وكانت في الحرف نحو ياء سلقيت وتجعبيت جعباه أي صرعه وتجعبى انصرع.
[باب ما لا تجوز فيه نون خفيفة ولا ثقيلة]
وذلك الحروف التي للأمر والنهي وليست بفعل وذلك نحو إيه وصه ومه وأشباهها وهلمّ في لغة أهل الحجاز كذلك ، ألا تراهم جعلوها للواحد والاثنين والجميع والذّكر والأنثى وزعم أنها لمّ ألحقتها هاء للتنبيه في اللغتين ، وقد تدخل الخفيفة والثقيلة في لغة بني تميم لأنها عندهم بمنزلة ردّ وردّا وردّي وارددن ، كما تقول هلم وهلمّا وهلمّي وهلممن والهاء فضل انما هي ها التي للتنبيه. ولكنهم حذفوا الألف لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم.
__________________
(١٦٥) الشاهد في قوله ارضين وسلامة الياء لانفتاحها وسكون أول النون الثقيلة بعدها. ومعنى استقدر الله سله أن يقدر لك الخير.