(١٣٢) ـ وليس لعيشنا هذا مهاه |
|
وليست دارنا هاتا بدار |
وكرهوا أن يحقّروا المؤنّث على هذه فيلتبس الأمر ، وأمّا من مدّ ألاء فيقول أليّاء وألحقوا هذه الألف لئلّا يكون بمنزلة غير المبهم من الأسماء كما فعلوا ذلك في آخر ذا وأوّله وأولاك وأولائك هما أولا وأولاء كما أن ذلك هوذا إلّا أنك زدت الكاف للمخاطبة ومثل ذلك الذي والتي تقول اللّذيّا واللّتيّا ، قال العجّاج : [رجز]
(١٣٣) ـ * بعد اللّتيّا واللّتيّا والتي*
واذا ثنّيت حذفت هذه الألفات كما تحذف ألف ذاوتا لكثرتها في الكلام اذا ثنّيت وتصغير ذلك في الكلام ذيّاك وذيّالك ، وكذلك اللّذيّا اذا قلت اللّذيّون والتي اذا قلت اللّتيات والتثنية اذا قلت اللّذيان واللّتيان ، ولا تحقّر من ولا أىّ اذا صارا بمنزلة الذي لأنهما من حروف الاستفهام ، والذي بمنزلة ذا لأنها ليست من حروف الاستفهام فمن لم يلزمه تحقير كما يلزم الذي لأنه انما يريد به معنى الذي وقد استغنى عنه بتحقير الذي مع ذا الذي ذكرت لك ، واللّاتي لا تحقّر استغنوا بجمع الواحد اذا حقّر عنه ، وهو قولهم اللّتيات فلمّا استغنوا عنه صار مسقطا فهذه الأسماء لمّا لم يكن حالها في التحقير حال غيرها من الأسماء غير المبهمة ولم تكن حالها في أشياء قد بيّناها حال غير المبهمة صارت يستغنى ببعضها عن بعض ، كما استغنوا بقولهم أتانا مسيّانا وعشيّانا عن تحقير القصر في قولهم أتانا قصرا وهو العشىّ.
[باب تحقير ما كسّر عليه الواحد للجمع وسابين لك تحقير ذلك ان شاء الله]
اعلم أن كلّ بناء كان لأدنى العدد فانك تحقّر ذلك البناء لا تجاوزه الى غير ذلك من قبل أنك انما تريد تقليل الجمع ولا يكون ذلك البناء إلّا لأدنى العدد فلمّا كان ذلك لم تجاوزه.
__________________
(١٣٢) الشاهد في قوله هاتا والقول فيه كالقول في البيت الذي قبله والمهاه الصفاء والرقة وهو بالهاء الصحيحة غير المنقوطة ، وقد روى مهاة بالتاء وهو تصحيف ومخرجه أن يكون مستعارا من المهاة وهي البلورة ويروى وليست دارنا الدنيا بدار.
(١٣٣) مستشهدا به على قوله اللتيا في تحقير التي ، وقد تقدم البيت بتفسيره.