كنت تدع صرف كلّ نون زائدة لتركت صرف رعشن ولكنك إنما تدع صرف ما آخره كآخر غضبان كما تدع صرف ما كان على مثال الفعل اذا كانت الزيادة في أوله ، فاذا قلت إصليت صرفته لأنه لا يشبه الافعال فكذلك صرفت هذا لأن آخره لا يشبه آخر غضبان اذا صغّرته ، وهذا قول أبي عمرو والخليل ويونس.
واذا سمّيت رجلا طحّان أو سمّان من السّمن أو تبان من التّبن صرفته في المعرفة والنكرة لأنها نون من نفس الحرف وهي بمنزلة دال حمّاد ، وسألته عن رجل يسمّى دهقان فقال إن سمّيته من التّدهقن فهو مصروف وكذلك شيطان إن أخذته من التّشيطن والنون عندنا في مثل هذا من نفس الحرف اذا كان له فعل تثبت فيه النون ، وان جعلت دهقان من الدّهق وشيطان من شيّط لم تصرفه ، وسألت الخليل عن رجل يسمّى مرّانا فقال أصرفه لأن المرّان انما سمي للينه فهو فعّال كما يسمّى الحمّاض لحموضته ، وانما المرانة اللّين ، وسألته عن رجل يسمّى فينانا فقال مصروف لانه فيعال وانما يريد أن يقول لشعره فنون كأفنان الشجر ، وسألته عن ديوان فقال بمنزلة قيراط لأنه من دوّنت ومن قال ديوان فهو بمنزلة بيطار وسألته عن رمّان فقال لا أصرفه وأحمله على الأكثر اذا لم يكن له معنى يعرف ، وسألته عن سعدان والمرجان فقال لا أشكّ في أن هذه النون زائدة لأنه ليس في الكلام مثل سرداح ولا فعلال الا مضعّفا وتفسيره كتفسير عريان وقصّته كقصّته فلو جاء شىء في مثال جنجان لكانت النون عندنا بمنزلة نون مرّان الا أن يجىء أمر مبيّن أو يكثر في كلامهم فيدعوا صرفه فيعلم أنهم جعلوها زائدة كما قالوا غوغاء فجعلوها بمنزلة عوراء ، فلمّا لم يريدوا ذلك وأرادوا أن لا يجعلوا النون زائدة صرفوا كما أنه لو كان خضخاض لصرفته وقلت ضاعفوا هذه النون يعني في جنجان ، فان سمعناهم لم يصرفوا قلنا لم يريدوا ذلك يعنى التضعيف وأرادوا نونا زائدة يعني في جنجان ، واذا سمّيت رجلا حبنطي أو علقي لم تصرفه في المعرفة وترك الصرف فيه كترك الصرف في عريان وقصّته كقصّته ، وأمّا علباء وحرباء اسم رجل فمصروف في المعرفة والنكرة ، من قبل أنه ليست بعد هذه الألف نون فيشبّه آخره بآخر غضبان كما شبّه آخر علقي بآخر شروى ، ولا يشبه آخر حمراء لأنه بدل من حرف لا يؤنّث