بدل من محلّ «لا» مع اسمها لا على اللفظ ، لأنّ «لا» الجنسية لا تعمل في معرفة ولا
في موجب و «خالد» في المثال الثاني بدل على المحل من أحد ، لأن «من» لا تزاد في
الإيجاب في المثال الثاني.
(ج) الاستثناء
المفرّغ : وهو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه ، وحينئذ يكون المستثنى على حسب ما
يقتضيه العامل الذي قبله في التركيب ، كما لو كانت «إلّا» غير موجودة ، نحو «لا
يقع في السوء إلّا فاعله» «لا أتّبع إلّا الحقّ» و (لا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) وشرطه كون الكلام منفيا كما مثّل ، أو واقعا بعد نهي
نحو (وَلا تَقُولُوا عَلَى
اللهِ إِلَّا الْحَقَّ) أو الاستفهام الإنكاري نحو (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ
الْفاسِقُونَ)
حكم «إلّا» إذا
تكررت :
إذا تكرّرت «إلّا»
فهي على قسمين.
إمّا مؤكّدة ،
وإمّا مؤسّسة .
فالأولى حكمها
الإلغاء عن العمل.
وذلك إذا كان
ما بعد «إلّا» الثانية تابعا لما بعد «إلّا» قبلها وتعرب : بدلا ، أو عطف بيان. أو
نسق نحو «جاء الغرباء إلّا محمّدا إلّا أبا عبد الله» ف «أبا عبد الله» بدل كل من
محمد و «إلّا» الثانية زائدة لمجرّد التأكيد ، ونحو «حضر القوم إلا سعدا وإلّا
سعيدا» ف «سعيدا» عطف على سعد و «إلّا» الثانية لغو ، ومن هذا قول أبي ذؤيب الهذلي
:
هل الدهر
إلّا ليلة ونهارها
|
|
وإلّا طلوع
الشمس ثم غيارها
|
ونحو «ما قرأ
إلّا محمّد إلّا أستاذك» «ما أصلحت إلّا البيت إلّا سقفه» «ما أعجبني إلّا خالد
إلا علمه» وقد اجتمع العطف والبدل في قول الراجز :
ما لك من
شيخك إلّا عمله
|
|
إلّا رسيمه
وإلّا رمله
|
__________________