عند حضور المشبه ثم غلبة حضور المشبه به فى الذهن مطلقا تكون (لتكرره) اى المشبه به (على الحس) فان المتكرر على الحس كصورة القمر غير منخسف اسهل حضورا ممّا لا يتكرر على الحس كصورة القمر منخسفا (كالشمس) اى كتشبيه الشمس (بالمرآة المجلوة فى الاستدارة والاستنارة) فان فى وجه الشبه تفصيلا ما لكن المشبه به اعنى المرآة غالب الحضور فى الذهن مطلقا (لمعارضة كل من القرب والتكرر التفصيل) اى وانما كانت قلة التفصيل فى وجه الشبه مع غلبة حضور المشبه به بسبب قرب المناسبة او التكرر على الحس سببا لظهوره المؤدى الى الابتذال مع ان التفصيل من اسباب الغرابة لان قرب المناسبة فى الصورة الاولى والتكرر على الحس فى الثانية يعارض كل منهما التفصيل بواسطة اقتضائهما سرعة الانتقال من المشبه الى المشبه به فيصير وجه الشبه كأنه امر جملى لا تفصيل فيه فيصير سببا للابتذال (واما بعيد غريب) عطف على قوله اما قريب مبتذل (وهو بخلافه) اى ما لا ينتقل فيه من المشبه الى المشبه به الا بعد فكر وتدقيق نظر (لعدم الظهور) اى لخفاء وجهه فى بادى الرأى.
وذلك اعنى عدم الظهور (اما لكثرة التفصيل كقوله والشمس كالمرآة فى كف الاشل).
فان وجه التشبه فيه من التفصيل ما قد سبق ولذا لا يقع فى نفس الرائى للمرآة الدائمة الاضطراب الا بعد ان يستأنف تأملا ويكون فى نظره متمهلا (او ندور) اى او لندور (حضور المشبه به اما عند حضور المشبه لبعد المناسبة كما مر) من تشبيه البنفسج بنار الكبريت (واما مطلقا) وندور حضور المشبه به مطلقا يكون (اما لكونه وهميّا) كانياب الاغوال (او مركبا خياليّا) كاعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد (او) مركبا (عقليا) (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) (كما مر) اشارة الى الامثلة التى ذكرناها آنفا (او لقلة تكرره) اى المشبه به (على الحس كقوله والشمس كالمرأة فى كف الاشل) فان الرجل ربما ينقضى عمره ولم يتفق له ان يرى مرآة فى يد الاشل.