مؤكدات الخبر :
عرفنا من
دراستنا لأضرب الخبر أن المخاطب الذي يلقى إليه الخبر إذا كان مترددا في حكمه حسن
توكيده له ليتمكن مضمون الخبر من نفسه ، وإذا كان منكرا لحكم الخبر وجب توكيده له
على حسب إنكاره قوة وضعفا.
والأدوات التي
يؤكد بها الخبر كثيرة منها : إنّ ، ولام الابتداء ، وأمّا الشرطية ، والسين ، وقد
، وضمير الفصل ، والقسم ، ونونا التوكيد ، والحروف الزائدة ، وأحرف التنبيه. وفيما
يلي تفصيل وتوضيح لهذه الأدوات :
١ ـ «إنّ»
المكسورة الهمزة المشددة النون ، وهذه هي التي تنصب الاسم وترفع الخبر ، ووظيفتها
أو فائدتها التأكيد لمضمون الجملة أو الخبر ، فإن قول القائل : «إن الحياة جهاد»
ناب مناب تكرير الجملة مرتين ، إلّا أن قولك : «إن الحياة جهاد» أوجز من قولك : «الحياة
جهاد ، الحياة جهاد» مع حصول الغرض من التأكيد. فإن أدخلت اللام وقلت «إن الحياة
لجهاد» ازداد معنى التأكيد ، وكأنه بمنزلة تكرار الجملة ثلاث مرات. وهذا الإيجاز
أو الاقتصاد في ألفاظ الجملة مع حصول الغرض من التوكيد هو الذي يعطي مثل هذه
الجملة قيمتها البلاغية ، على أساس أن البلاغة هي الإيجاز.
ومن أمثلتها من
القرآن الكريم قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ) و (إِنَّ
الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ ،) و (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ، ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ، ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً
لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ).
ومن أحاديث
الرسول : «إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» ، وقوله : «إنما الشعر كلام مؤلف
فما وافق الحق منه فهو حسن ، وما لم يوافق الحق منه ، فلا خير فيه».
ومن الشعر :
إنّ التي
زعمت فؤادك ملّها
|
|
خلقت هواك
كما خلقت هوى لها
|