وخبر ، واستخبار ، ورغبة ، ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب ، وهي الأمر
والاستخبار والرغبة ، وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر» .
ومن أولئك
العلماء قدامة بن جعفر ، ففي كتابه «نقد النثر» يعرف الخبر بقوله : «والخبر كل قول
أفدت به مستمعه ما لم يكن عنده ، كقولك قام زيد ، فقد أفدته العلم بقيامه. ومنه ما
يأتي بعد سؤال فيسمى «جوابا» كقولك في جواب من سألك : ما رأيك في كذا؟ فتقول :
رأيي كذا. وهذا يجوز أن يكون ابتداء منك فيكون خبرا ، فإذا أتى بعد سؤال كان جوابا
كما قلنا» .
وإتماما لمفهوم
الخبر عند قدامة يقول : «وليس في صنوف القول وفنونه ما يقع فيه الصدق والكذب غير
الخبر والجواب. إلا أن «الصدق والكذب يستعملان في الخبر ، ويستعمل مكانهما في
الجواب «الخطأ والصواب» ، والمعنى واحد ، وإن فرق اللفظ بينهما ، وكذلك يستعمل في
الاعتقاد موضع الصدق والكذب «الحق والباطل» والمعنى قريب من قريب» .
ويمكن تلخيص
مفهوم الخبر عند قدامة بن جعفر على الوجه التالي :
١ ـ الخبر بصفة
عامة أو أيا كان نوعه هو كل قول يستفيد منه الخبر به علما بشيء لم يكن معلوما له
عند إلقاء القول عليه.
٢ ـ والخبر
بصفة خاصة هو ما يبتدىء به المخبر به ، أو ما يلقيه على مستمعه ابتداء ، بقصد
إعلامه بشيء يجهله أو لا يعرفه. وهذا النوع من الخبر عنده هو ما يحتمل الصدق
والكذب. فإذا حصل الاعتقاد في صدق هذا الخبر فهو «الحق» ، وإذا حصل الاعتقاد في
كذبه فهو «الباطل».
٣ ـ والخبر
الجوابي أو الجواب الذي يعده قدامة قسيم الخبر هو ما يأتي بعد
__________________