الأداتين إذا كانت للعرض بالدخول على الجملة الفعلية ، نحو قوله تعالى : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ
لَكُمْ؟) ونحو : أما تزورونا فتدخل السرور علينا؟
ومنه شعرا :
ألا تقول لمن
لا زال منتظرا
|
|
منك الجواب
كلاما يبعث الأملا؟
|
أما تضيف لما
أسديت من نعم
|
|
فضل المعونة
في اللأواء والمحن؟
|
ألا فتى من
بني ذبيان يحملني؟
|
|
وليس يحملني
إلّا ابن حمّال
|
ألا فتى يورد
الهنديّ هامته
|
|
كيما تزول
شكوك الناس والتّهم؟
|
١٩ ـ التحضيض :
ومعناه طلب
الشيء بحثّ. ومن أدواته «لو لا» و «لو ما» و «هلّا» بتشديد اللام ، و «ألّا» بفتح
الهمزة وتشديد اللام. وهذه الأدوات إذا كانت للتحضيض فإنها تختص بالدخول على جملة
فعلية فعلها ماض أو مستقبل.
فإذا وقع بعد
أداة من هذه الأدوات فعل ماض ، فإن معناها يخرج إلى اللوم والتوبيخ فيما تركه
المخاطب ، أو يقدّر فيه الترك ، نحو قولك لمن قصّر في الامتحان : هلّا أعددت
للإمتحان عدّته؟ ولمن جاء متأخرا : لو لا حضرت مبكرا؟ ولمن تراخى وتباطأ في عمله :
ألّا بدأت عملك؟ ولمن تسرّع في القيام بواجبه فلم يحسنه : لو ما تأنيت في أداء
واجبك؟ فالتحضيض في كل هذه المعاني قد خرج إلى اللوم والتوبيخ ، وذلك لوقوع الفعل
الماضي بعد كل أداة تحضيض.
ومنه قول أبي
فراس الحمداني من قصيدة طويلة في التشيع لآل علي والرد على خصومهم :
هلّا صفحتم
عن الأسرى بلا سبب
|
|
للصافحين «ببدر»
عن أسيركم؟
|
__________________