لأنّى لا أعلم «مرعى» اسم موضع ، وهو واد لبنى الوحيد (١) داخل الحمى ، من أكرم مياه الحمى ، وهو بوسط الوضح ، برث (٢) أبيض ، وقد ذكره الغنوىّ فقال :
تأبّدت العجالز من رياح |
|
وأقفرت المدافع من خزاق |
وأقفر من بنى كعب جباح |
|
فذو عثث إلى وادى العناق |
وكانوا يدفعون النوم (٣) عنّى |
|
فيقصر وهو مشدود الخناق |
العجالز التى ذكر : أراد عجلزا ، وهو ماء فى الطريق ، بينه وبين القريتين تسعة أميال ، وإلى جنبه ماء يقال له رحبة ، وقال بعض الشعراء فى ذى عثث :
ولن تسمعى صوت المهيب عشيّة |
|
بذى عثث يدعو القلاص التّواليا |
ثم يلى ذا عثث نضاد ، وهو جبل عظيم ، قد ذكرته الشعراء فأكثروا ، قال عويف القوافى :
لو كان من حضن تضاءل بعده |
|
أو من نضاد بكت عليه نضاد |
وقال سرقة السّلمىّ :
حللت إلى غنىّ فى نضاد |
|
بخير محلّة وبخير حال |
ونضاد فى الطريق الشرقىّ من النّير. والنّير (٤) : جبال كثيرة سود : قنان ، وقرّان وغيرهما ، بعضها إلى بعض ، وسعتها قريب من مسيرة يوم للراكب. ومن النّير تخرج سيول التّسرير ، وسيول نضاد وذى عثث ، واد يقال له ذو بحار ، حتّى يأخذ بين الضّلعين : ضلع بنى مالك ، وضلع بنى شيصيان ، فإذا خرج من الضّلعين كان اسمه التّسرير. وبنو مالك وبنو الشيصبان بطنان من الجنّ ، فيما
__________________
(١) فى ج : الوليد.
(٢) فى ج : مرث.
(٣) فى ج : الخصم.
(٤) والنير : ساقطة من ج.