__________________
ـ حذف المضاف ، ووصف المصدر المحذوف.
(ب) وقال ياقوت فى المعجم : قال أبو عبيد : أهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلا يقال له ثور ، وإنما ثور بمكة. قال : فيرى أهل الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحد.
وقال غيره : (إلى) : بمعنى (مع). كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة فى التحريم.
وقد ترك بعض الرواة موضع ثور بياضا ، ليبين الوهم وضرب آخرون عليه.
وقال بعض الرواة : من عير إلى كدى. وفى رواية ابن سلام : من عير إلى أحد ؛ والأول أشهر وأشد. وقد قيل إن بمكة أيضا جبلا اسمه عير ، ويشهد بذلك بيت أبى طالب :
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه |
|
وعير وراق فى حراء ونازل |
فإنه ذكر جبال مكة وذكر فيها عيرا ؛ فيكون المعنى أن حرم المدينة مقدار ما بين عير إلى ثور اللذين بمكة ؛ أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة ، بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مكانه ، ووصف المصدر المحذوف.
قال : ولا يجوز أن يعتقد أنه حرمه ما بين عير ، الجبل الذي بالمدينة ، وثور الجبل الذي بمكة ، فإن ذلك بالإجماع مباح.
(ج) وفى القاموس وشرحه للعلامتين الفيروزابادى والزبيدى ما نصه :
وثور أيضا : جبل صغير ، إلى الحمرة بتدوير ، بالمدينة المشرفة ، خلف أحد من جهة الشمال. قاله السيوطى فى كتاب الحج من التوشيح. قال شيخنا : ومال إلى ترجيحه بازيد من ذلك فى حاشيته على الترمذى. ومنه الحديث الصحيح : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ؛ وهما جبلان.
وأما قول أبى عبيد القاسم بن سلام ، بالتخفيف ، وغيره من الأكابر الأعلام : إن هذا تصحيف ، والصواب : من عير إلى أحد ، لأن ثورا إنما هو بمكة.
وقال ابن الأثير (وذكر القول المذكور آنفا) فغير جيد. هو جواب وأما الخ ثم شرع المصنف فى بيان علة رده وكونه غير جيد ، فقال : «لما أخبرنى الإمام المحدث الشجاع أبو حفص عمر البعلى ، الشيخ الزاهد ، عن الإمام المحدث الحافظ ، أبى محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصرى الحنبلى ، ما نصه :
إن حذاء أحد ، جانحا إلى ورائه ، من جهة الشمال ، جبلا صغيرا ، مدورا إلى حمرة ، يقال له : ثور ، وقد تكرر سؤالى عنه طوائف مختلفة من العرب العارفين بتلك الأرض ، المجاورين بالسكنى ، فكل أخبرنى أن اسمه ثور ، لا غير. ووجدت بخط بعض المحدثين قال : وجدت بخط العلامة شمس الدين محمد بن أبى الفتح بن أبى الفضل بن بركات الحنبلى ، حاشية على كتاب معالم السنن للخطابى ، ما صورته : ثور : جبل صغير خلف أحد ؛ لكنه نسى ، فلم يعرفه إلا آحاد الأعراب بدليل ما حدثنى الشيخ الإمام العالم عفيف الدين عبد السلام بن محمد بن مزروع البصرى الحنبلى ، وكان مجاورا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فوق الأربعين سنة ، قال : كنت إذا ركبت مع العرب أسألهم عما أمر به من الأمكنة ، فمررت راكبا مع ـ