الثّعلبيّة منسوبة إلى ثعلبة بن مالك بن دودان بن أسد ، هو أوّل من احتفرها (١) ، وهى من أعمال المدينة ، وهى ماء لبنى أسد. وقد ذكرناه فى رسم فيد ؛ قالت ليلى الأخيليّة:
عوابس تقرو (٢) الثّعلبيّة ضمّرا |
|
وهنّ شواح (٣) بالشّكيم الشواجر |
وقال عمرو بن شاس الأسدىّ :
أتعرف منزلا من آل ليلى |
|
أبى بالثّعلبيّة أن يريما |
ولمّا خرجت إياد من تهامة ، نزلوا ناحية نجد ، ثم ساروا قبل العراق حتّى نزلوا الشقيقة ، فتواثقوا هناك مع مرزبان من مرازبة الفرس ، وأتوا حتى أقاموا بالثعلبيّة ، فلمّا انقضى أمد العهد ، أجلتهم إياد عن الثعلبيّة ، ثم ساروا حتّى نزلوا زبالة ، فنفوا من حولها من الناس ، ثم ساروا حتّى نزلوا الجبّل من السواد ، وهزموا هنالك جيشا للفرس ، ثم ساروا حتّى نزلوا الجزيرة ، ونفوا قوما من العماليق كانوا بها ، ونزلوا الموصل وتكريت ؛ فلمّا ملك كسرى أنو شروان ، بعث إليهم ناسا من بكر بن وائل مع الفرس ، فهزموا إيادا ، ونفوهم إلى قرية يقال لها الحرجيّة ، بينها وبين الحصنين فرسخان ، فالتقوا بالحرجيّة ، وقتلت إياد هناك أشدّ قتل ، وقبورهم بها إلى اليوم ، وسارت بقيتهم إلى أرض الروم ، وبعضها إلى حمص.
ثعيّلبات على لفظ جمع ثعيلبة ، مصغر : موضع مذكور ، محدد فى رسم راكس ، فانظره هناك.
__________________
(١) فى ج : وهو أول من حفرها.
(٢) فى ج : تلقو ، وفى ق : تقررن ، وكلاهما تحريف.
(٣) فى س : شواج. وفى ج : سواج. وكلاهما تحريف.