الثّرثار بفتح أوّله ، وبثاء مثلثة ثانية بعد الراء ، ثم راء ثانية : ماء معروف قبل تكريت. وإلى جانب الثّرثار الحشّاك : نهر. وقال الهمدانىّ : الثرثار : نهر يصبّ من الهرماس إلى دجلة. وقال أبو حنيفة : الثرثار : بالجزيرة ؛ والشاهد لذلك قول الشاعر :
أقفر الحضر من نضيرة فالمر |
|
باع منها فجانب الثّرثار |
وقال القطامىّ :
ولو تبيّنت قومى ما رأيتهم |
|
فى طالعين (١) من الثّرثار ندّاد |
وقال الراجز :
حتّى إذا كان على مطار |
|
يسراه واليمنى على الثرثار |
قالت له ريح الصّبا قرقار |
وبالثرثار قتلت تغلب عمير بن الحباب وقومه ، فأتى تميم بن الحباب أبا الهذيل زفر بن الحارث ، يستنجده على الطلب بثأر أخيه ، فغزوا تغلب ، فأدركوهم بالكحيل ، وهو نهر أسفل من الموصل ، على عشرة فراسخ فيما بينها وبين الجنوب ، فقتلوا بنى تغلب أذرع قتل ، ومن غرق منهم أكثر ممّن قتل ، وقال زفر فى ذلك :
فلو نبش المقابر عن عمير |
|
فيخبر عن بلاء أبى الهذيل |
غداة يقارع الأبطال حتى |
|
جرى منهم دما مرج الكحيل |
ثم اتبعوا بقيتهم ليلا ، فأدركوهم قد عسكروا برأس الإيّل ، فقاتلوهم بقية ليلتهم ، وادّرعت بنو تغلب الليل ، ففرّت ، وصبرت النّمر ، فقال زياد ابن شيبان النّمرى ، يفخر بالنّمر :
__________________
(١) فى ز ، س : طالقين وهو تحريف.