بكتب أبى علىّ التى ألفها ، والتى حملها من الشرق ، من مخطوطات منسوبة ، مقروءة على مؤلفيها ، مضبوطة أتم الضبط ، ومصححة غاية التصحيح ، بسماع أبى علىّ ، أو بروايته عن شيخة العراق ، من أمثال ابن دريد أو أبى عبيد ، أو نفطوبه أو ابن السكيت أو الأصمعىّ أو غير هؤلاء من أئمة اللغة ، وليس من المجازفة أن أقول اعتمادا على المعجم وعلى اللآلئ : إن البكرى ورث وقرأ كثيرا من كتب القالىّ ، التى عليها خطه أو خطوط أصحابه. بلى ، قد تمرّس البكرى بتواليف القالىّ تمرّسا ، وفلاها فليا ، واستطاع بثقافته الممتازة أن يشرحها ، ويستدرك عليها ، وينقدها نقد الصيرفىّ للدراهم ؛ وتلك منزلة عالية فى الإحاطة باللغة والشعر والتاريخ والأنساب ، عرفها له أهل عصره ومترجموه ، فوصفوه بالتقدم فى فنونه ، ورواج تواليفه ، حتى كانت تتهاداها الملوك فى عصره.
وللبكرىّ مؤلفات كثيرة ، أشهرها هذا المعجم ، وكتاب اللآلى ، فى شرح أمالى القالى الذي نشره الأستاذ عبد العزيز الميمنى الراجكوتى ، نشرة علمية مصححة محققة ، بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة ١٣٥٤ ه ١٩٣٦ م.
ومنها كتاب الإحصاء لطبقات الشعراء ، وهو مثل المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء للآمدى ، إلا أنه أكبر منه. وكتاب اشتقاق الأسماء. وكتاب أعلام نبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب التدريب والتهذيب ، فى ضروب أحوال الحروب. وكتاب التنبيه ، على أغلاط أبى على فى أماليه ، وقد طبع ملحقا بكتاب أمالى القالى. وكتاب صلة المفصول ، فى شرح أبيات الغريب المصنف. وكتاب فصل المقال ، فى شرح كتاب الأمثال. وكتاب المسالك والممالك ، وقد طبع منه البارون دى سلين قطعة باسم كتاب المغرب ، فى ذكر بلاد إفريقية والمغرب ، بالجزائر سنة ١٨٥٧ م. وكتاب النبات ، أو أعيان النبات والشجريات الأندلسية.
وهذه الكتب كلها قد ذكرها الميمنى فى مقدمة سمط اللآلى. وذكر بعضها السيوطى فى بغية الوعاة. وابن بشكوال فى الصلة ، وأكثرها لم يطبع.
وكان البكرىّ معنيا بكتبه ، يكتبها بالخط الجيد ، ويجلدها التجليد النفيس ، وكان الملوك والرؤساء يتنافسون فى اقتنائها ، ويتهادونها فى حياته.
ومما جاء فى كتاب الصلة لابن بشكوال (المتوفى سنة ٥٧٨ ه) فى التعريف به :