العرفاء ، فيقومون بإحصاء المحاربين الراجعين إليهم بالنظر (من ٤٠ إلى ١٠) (١) ، ويتأكّدون من حضورهم الفعلي في القتال. وإذا كنّا لا نعثر في المصادر بشكل صريح على ذكر العرفاء في إفريقية فقد كانوا حاضرين في كافة المقاطعات الإسلامية الأخرى بما في ذلك مصر (٢)(*). ومن المفاجئ أن تكون إفريقية استثناء خاصة وأن سائر المؤسّسات الأخرى تعمل بصفة عادية. فهذه العرافات المفترضة ، تؤمّن الصلة بين الإدارة وفيالق الجيش وتراقب الوضع المعنوي والنفسي للمقاتلة وتمارس في المناسبات شكلا من تأطير الجيش. فهذا العريف الموظّف هو كذلك جندي من النخبة يقع استدعاؤه للقيام بالمهام الدقيقة (٣).
لا شك أن العامل الجينييالوجي هو السبب في تنظيم هياكل الجيش ، فكما هو في مدن ـ المخيّمات العراقية (٤) ، فإن إفريقية قد تمتعت بعدد من" الأطر التعبوية" ، وهي وحدات تقبل عليها المجموعات القبلية حسب الانتماءات ، وتكون مدفوعة في اختيارها من قبل الإدارة ، ولا تتّبع في كل مرة العشائر التي تربطها بها صلة الرحم.
__________________
(١) الطبري ، التاريخ ، ج ٦ ، ص ٤٩ ، يتحدّث عن العرافات في الكوفة في بدايات الفتح ، كانت تعدّ ٤٣ رجلا N. Fries, Das Heerswesen des Araber Zet der Omaijadennach Tabari, Tubingen ١٢٩١, p. ٤١ ، فالعرافة تساوي ١٠ رجال.
(٢) في ٧١ ه ، بعث عبد العزيز بن مروان العرافات في مصر : الكندي ، ولاة ، ص ٧٢ ؛ بالنسبة للبصرة ، انظر العلي ، التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأوّل للهجرة ، بغداد ١٩٥٣ ، ص ص ٩٧ ـ ١٠٠.
(*) في الواقع ، توجد إشارة صريحة لدى ابن الرّقيق الذي تعرّفنا عليه أخيرا ، ورقة ٢٣ حيث يذكر أنّ حنظلة عشية معركة الأصنام وزّع السّلاح على المقاتلة وأنّ عريفا ذكّره باسم أحدهم. قبل قليل ، اعتمدنا فقط على البيان المغرب ، ص ٥٨ ، الذي يقصّ علينا نفس القصة لكنّها مبتورة من ذكر" العريف".
(٣) فريز ، م. س ، ص ص ١٧ ـ ١٨ ؛ ك. كاهان والعلي ، مقال" عريف" ، دائرة المعارف الإسلامية ، ط ٢. لتوزيع العطاء نعلم أنه كان يوزع بالكوفة لقادة الأسباع ولحاملي الرايات ويقومون في ما بعد بتوزيعها على العرفاء وهؤلاء يقومون بدورهم بتوزيعها على المقاتلة : الطبري ، ج ٤ ، ص ٤٩.
(٤) ماسنيون ، تفسير مخطط الكوفة ، Melanges وMaspero؟؟؟ ، القاهرة ١٩٤٠ ، ج ٣ ، ص ٣٣٨ ٣٣٩.