وفي ما يخصّ العطاء
في العصر العبّاسي ، فيتمثل التحديث الأساسي في تحديده للجند. غير أنه من الممكن
اعتبار الدور السياسي لهذا العطاء ، هذا علاوة على دوره الاقتصادي ـ الاجتماعي
وانعكاساته على الحياة اليومية . وكان كلّ تقصير أو تأخير في صرف الأجور يؤدي إلى التحريض
والانتفاضات ، وهو ما ينجرّ عنه تبعية مفرطة للسلطة كما للجيش في مواجهة إشكاليات
النفقات.
لا نملك معلومات
دقيقة حول تواتر توزيع المستحقّات. في إشارة لابن عبد الحكم يذكر أن يزيد بن أبي
مسلم أمر في إجراء تنكيلي عبد الله بن موسى بن نصير الاستعداد لدفع" عطاء
الجند" من ماله الخاص لمدّة خمس سنوات ، وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن صرف نفقات الجند كان
سنويا. لكن هذا مجرد احتمال قد يكون ممكنا في أفضل الأحوال ، ويسمح بافتراض ثقة
كاملة في صحّة الألفاظ الصادرة عن هذا الكاتب. ويسيطر هنا اعتقاد أن هناك نسقا
عاديا في التوزيع يتعدّى التوزيع الاستثنائي قبيل الخروج للغزو والحرب ، بشكل
تسبقة أو محاباة .
ولتقدير نسب
العطاء في إبّانها في إفريقية بحوزتنا جدول مقارنة مع الشرق ومعطى قدّمه ابن
الأثير متعلّقا بالجند الأغالبة في نهاية القرن الثاني الهجري. ففي المقاطعات
الخاضعة لأحدية المعدن الفضي كالعراق ، تتأرجح نسبة العطاء بين ٢٠٠ و ١٢٠٠ درهم في
السنة للرجل الواحد ، ويتقاضى أغلب المقاتلة بين ٥٠٠ و ١٠٠٠ . بينما في مصر حيث كانت
__________________