تاريخية فقهية
جمّعت الكثير من الوثائق الرسمية مثل الوصف المدقق الذي تمدّنا به لهياكل جبائية
ومؤسساتية لمصر. يمكننا ـ في هذا النوع من الوثائق النصف أرشيفي النصف إخباري ـ ترتيب
«قوانين الدّواوين» للممّاتي (العصر الأيوبي) و «المنهاج» للمخزومي ، وصبح الأعشى
للقلقشندي (القرن الرابع عشر) ومؤلّفات المقريزي المتعدّدة ومنها خططه التي لا
تقدّر قيمتها (القرن الخامس عشر) . ويمثل المقريزي مصدرا قيما لا فقط بالنسبة إلى كامل تاريخ
مصر الإسلامية ، ولكن أيضا بالنسبة إلى بلاد النّوبة وبلاد السودان وأثيوبيا .
المصادر الإخبارية
أ ـ الأخبار ، بعد
قرن من الصّمت وهو القرن الثاني عشر ميلادي الذي لم يعترضنا خلاله إلّا كتاب"
الاستبصار" لمجهول ، ومؤلفات صغيرة ، يمدّنا القرنان الثالث عشر والرابع عشر
بحصاد ثري من المؤلفات الإخبارية من كل النواحي ابتداء من الكامل لابن الأثير ،
وصولا إلى كتاب العبر لابن خلدون ، مرورا بابن العذاري والنويري ، وابن أبي زرع ،
والذهبي. لقد مثّل كل هؤلاء شهود عيان على أزمنتهم وإلى جانب ذلك ، قاموا بمجهود
تأليفي فيما يتعلّق بالقرون السابقة ، فالنويري بقدر ما هو مهم بالنسبة إلى
المماليك ، هو كذلك بالنسبة إلى فتح بلاد المغرب ، وأهمية ابن العذاري بالنسبة إلى التاريخ الموحدي هي
مماثلة لأهميته بالنسبة إلى كامل ما في إفريقية ، وأخيرا يعتبر ابن
__________________