وما ألا نصحا ولكنه |
|
عن علم ما بي من سقام عمي |
فسائلوه عن عقاقيره |
|
وسائلوه ما الذي أحتمي |
(فإنما الطب لمن داؤه |
|
من مرة أو بلغم أو دم) (١) |
والحب لا يشفي بإيّارج |
|
ولا بترياق ولا محجم |
إلا بشم الحب أو ضمه |
|
ومج ريقين فم من فم (٢) |
فيا شفاء النفس من دائها |
|
داوي سقامي وارحمي ترحمي |
فلو بعينيك إذا جنني |
|
ليل وأغفت أعين النوم |
طوفي على بابكم باكيا |
|
لحرّ شجو في الحشا مضرم |
لخلت أني طائف محرم |
|
في ساحة البيت الى زمزم |
واستيقنت نفسك ان الهوى |
|
أشد ما يعلق بالمسلم |
فأعتقي عبدك مما به |
|
وأكرمي وجهك أن تظلمي |
ومن شعراء صنعاء أبو السمط الفيروزي شاعر مفلق ، وفد على المهدي ممتدحا فقيل مدحته ومدح البرامكة واقتطعوا له من المهدي أموالا بصنعاء وعقارا ، وقد أثبتنا مرثيته في أخيه وهي من أحسن شعر في كتاب الإكليل.
ومن شعراء صنعاء «مرطل» وكان هجاء للأشراف داخلا في أعراضهم وقد فعل مثل ذلك في يعفر الحوالي فجهز من نادمه فلما شرب ذات يوم مع أولئك الندامى حمل فراشه على الدابة فسروا به فوافوا به شبام إلى يعفر فانتبه وهو بين يديه فقال : كيف أصبحت يا مرطل؟ قال : في طختي يا سيدي يعني الوعاء الذي حمل من فراشه فضحك منه ومنّ عليه وسرّحه فقطع لسانه بذلك الجميل عن أذاء الناس.
ومن شعراء صنعاء بل من باديتها عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي وكان مطبوعا مفوها مفلقا وقد أثبتنا قصائد من شعره في الإكليل مع أخبار بني شهاب.
ومن شعراء صنعاء نفسها ابراهيم بن الجدّويه وقد ذكرنا شيئا من شعره
__________________
(١) زيارة من صفة جزيرة العرب بتحقيق أخي القاضي محمد بن علي الأكوع.
(٢) في صفة جزيرة العرب ومج ريق من فم في فم.