وقال بعض علماء العراق إن النصال الصاعدية تنسب الى صعدة دائما يقال فيها الصعدية فاذا اضطر شاعر قال صاعدية في موضع صعدية وهي كورة بلاد خولان وموضع الدباغ في الجاهلية الجهلاء وذلك أنها في وسط بلاد القرظ وهو يدور عليها مسافة يومين فحده من الجنوب خيوان وبلد وادعة ومن الشمال مهجرة في رأس المنضح من أرض بني حيف من وادعة أيضا ، ومن المشرق مساقط برط من الغائط ومن المغرب معدن الفقاعة من بلد الأجدود ثم لا مدينة بعدها على نجد اليمن وكان بها حروب وأيام قد ذكرناها في بعض كتبنا وذكرنا من كان بها من شعراء من خولان.
وقال الهمداني أيضا : مخلاف صعدة من بلد خولان قضاعة ، أما حقل صعدة فهو مختزل من بلد همدان ولذلك خبر في كتاب الأيام ، ومدينة خولان العظمى صعدة وأحدثت قرية الغيل من قرب صعدة.
وصعدة بلد الدباغ في الجاهلية الجهلاء وهي في موسط بلاد القرظ وربما وقع فيها القرظ من ألف رطل الى خمسمائة رطل بدينار مطوق على وزن الدرهم القفلة.
وأما ظاهر خولان فهو أسل وفيه قرى وزروع وأعناب ، وأفقين ، وجبل أبذر وأبذر ، مثل جبل ذخار ، ومن الجبال التي في رؤوسها الماء والمرعى والزرع والقرى ، ونعمان والموقر وفروة وهي أرض سيل وآبار ولا نهر فيها إلا في العشّة والبطنة ففيها غيول.
وأودية صعدة دمّاج وعليه أعناب الخانق ، ورحبان والحاويات وقضّان والغيل ويسلك في البطنات في أسفل العشّة ويلقاه من أوديتهم وادي عكوان ويمدهما من المغرب وادي ربيع ونسرين ويتصل بهما سيل الصحن ووادي علاف ، وعلاف خير أودية خولان أكرمها كرما ، وأكثرها خيرا وزرعا وأعنابا وماشية وهي لبني كليب والصعيديين ، وتجتمع مياه هذه الأودية بالفقارة من أسفل البطنة ثم إلى بلد سابقة من همدان ثم إلى نجران.
وصعدة ساكنها الكلبيون (١) من الربيعة بن سعد الأكبر من خولان
__________________
(١) الأصح الاكيليون كما حقق ذلك القاضي محمد الأكوع في تعليقه على صفة جزيرة العرب وكما هو أيضا