جرهم ترتضى لذلك رجلا يكون عليه يحرسه ، فبينا رجل ممن ارتضوا به
عندها إذ سولت له نفسه فنظر حتى إذا انتصف النهار وقامت الظلال وقامت المجالس
وانقطعت الطرق ، ومكة إذ ذاك شديدة الحر ، بسط رداءه ثم نزل فى البئر فأخرج ما
فيها فجعله فى ثوبه ، فأرسل الله حجرا من البئر فحبسه حتى راح الناس فوجدوه ،
فأخرجوه وأعادوا ما وجدوا فى ثوبه فى البئر فسميت تلك البئر الأخسف [فلما أن خسف]
بالجرهمى وحبسه الله عزوجل ، بعث الله تعالى عند ذلك ثعبانا فأسكنه فى ذلك الجب فى
بطن الكعبة أكثر من خمسمائة سنة يحرس ما فيه فلا يدخله أحد إلا رفع رأسه وفتح فاه
، فلا يراه أحد إلا ذعر منه ، وكان ربما يشرف على جدار الكعبة ، فأقام على ذلك فى
زمن جرهم وزمن خزاعة وصدرا من عصر قريش ، حتى اجتمعت قريش فى الجاهلية على هدم
البيت وعمارته ، فحال بينهم وبين هدمه حتى دعت قريش عند المقام عليه والنبى صلىاللهعليهوسلم معهم [وهو] يومئذ غلام لم ينزل عليه الوحى بعد ، فجاء عقاب
فاختطفه ثم طار به نحو أجياد الصغير .
عن عمرة بن عبيد
عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : لقد هممت أن لا أدع فى الكعبة صفراء
ولا بيضاء إلا قسمتها ، فقال له أبىّ بن كعب : والله ما ذلك لك ، فقال عمر : لم؟
فقال إن الله عزوجل قد بين موضع كل مال وأقره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال عمر : صدقت .
عن الواقدى قال :
وذكروا أن النبى صلىاللهعليهوسلم وجد فى الجب الذى كان فى الكعبة سبعين ألف أوقية من ذهب
مما كان يهدى إلى البيت ، وأن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه قال : يا رسول الله ،
لو استعنت بهذا المال على حربك فلم يحركه ، ثم ذكر لأبى بكر فلم يحركه.
__________________