الاجتهاد منذ فقهاء
القرن الثالث للهجرة فربما كان ذلك لما جره هذا الاجتهاد على الامة من ويلات
ومصائب وخطوب وحروب دامية أكلت الاخضر واليابس وقد أبدل الاجتهاد خير أمة أخرجت
للناس أمة متناحرة متقاتلة تسودها الفوضى وتحكم فيها القبلية وتنقلب من الاسلام
إلى الجاهلية.
أما الشيعة فبقي عندهم باب الاجتهاد
مفتوحا ما دامت النصوص قائمة ولا يمكن لاي أحد تبديلها وأعانهم على ذلك وجود
الائمة الاثني عشر الذين ورثوا علم جدهم فكانوا يقولون ليس هناك مسألة إلا ولله
حكم فيها وقد بينه رسول الله (ص).
ونفهم أيضا بأن أهل السنة والجماعة لما
اقتدوا بالصحابة المجتهدين الذين منعوا كتابة السنة النبوية وجدوا أنفسهم مضطرين
أمام غياب النصوص للاجتهاد بالرأي والقياس والاستصحاب وسد باب الذرائع إلى غير ذلك
...
ونفهم أيضا من كل ذلك أن الشيعة التفوا
حول الامام علي وهو باب مدينة العلم والذي كان يقول لهم : سلوني عن كل شيء فقد
علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لكل باب ألف باب . بينما التف غير الشيعة حول معاوية بن
أبي سفيان الذي لم يكن يعرف من سنة النبي إلا قليلا.
وأصبح إمام الفئة الباغية أميرا
للمؤمنين ، بعد وفاة الامام علي فعمل في دين الله برأيه أكثر من الذين سبقوه ،
وأهل السنة والجماعة يقولون إنه كاتب الوحي وإنه من العلماء المجتهدين ، كيف
يحكمون باجتهاده وقد دس السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة فقتله؟ ولعلهم
يقولون : هذا أيضا من اجتهاده فقد اجتهد وأخطأ!.
كيف يحكمون باجتهاده وقد أخذ البيعة من
الامة بالقوة والقهر لنفسه ثم لابنه يزيد من بعده وحول نظام الشورى إلى الملكية
القيصرية.كيف يحكمون باجتهاده ويعطونه أجرا وقد حمل الناس على لعن علي وأهل البيت
ذرية المصطفى من فوق المنابر وأصبحت سنة متبعة طوال ستين عاما.
__________________