فكانت مأساة فاطمة
الزهراء بعد مأساة زوجها وإبعاده عن منصة الخلافة ، ثم كانت مأساة قتل مانعي
الزكاة ، وكل ذلك من الاجتهاد مقابل النصوص ، ثم كانت خلافة عمر بن الخطاب نتيجة
حتمية لذلك الاجتهاد إذ أن أبابكر اجتهد برأيه وأسقط الشورى التي كان يستدل بها هو
نفسه على صحة خلافته وزاد عمر في الطين بلة عندما ولي اُمور المسلمين فأحل ما حرم
الله ورسوله
وحرم ما أحل الله ورسوله .
ولما جاء عثمان بعده ذهب شوطا بعيدا في
الاجتهاد فبالغ أكثر ممن سبقوه حتى أثر اجتهاده في الحياة السياسة والدينية بوجه
عام فقامت الثورة ودفع حياته ثمن اجتهاده.
ولما ولي الامام علي أمور المسلمين وجد
صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنة النبوية الشريفة وحظيرة القرآن وحاول جهده
أن يزيل البدع التي أدخلت في الدين ولكن بعضهم صاح واسنة عمراه! وأكاد اعتقد وأجزم
بأن الذين حاربوا الامام عليا وخالفوه ، إنما فعلوا ذلك لانه ـ سلام الله عليه ـ حملهم
على الجادة وأرجعهم إلى النصوص الصحيحة مميتا بذلك كل البدع والاجتهادت التي ألصقت
بالدين طوال ربع قرن وقد ألفها الناس وخاصة منهم أصحاب الاهواء والاطماع الدنيوية
الذين اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا وكدسوا الذهب والفضة وحرموا
المستضعفين من أبسط الحقوق التي شرعها الاسلام.
وقد نجد أن المستكبرين في كل عصر يميلون
إلى الاجتهاد ويطبلون له لانه يفسح لهم المجال للوصول إلى مآربهم من كل طريق. أما
النصوص فتقطع عليهم وجهتهم وتحول بينهم وبين ما يرومون.
ثم أن الاجتهاد وجد له أنصارا في كل عصر
ومصر حتى من المستضعفين أنفسهم لما فيه من سهولة التطبيق وعدم الالتزام.
ولان النص فيه التزام وعدم حرية وقد
يسمى عند رجال السياسة الحكم الثيوقراطي
__________________