أجناس السّوام ؛ وفي ذلك تضرب لهم الرواد في البلاد تلتمس لهم المرعى والماء ، وكان من روادهم رجل من بني عمرو بن الغوث خرج لهم رايدا إلى بلاد أخوتهم همدان فرأى بلادا لا تقوم مراعيها بأهلها وبهم فأقبل آيبا حتى وافاهم وأنشد :
ألما تعجبوا منّا ومنما |
|
تعسفنا به ريب الليالي |
تركنا مأربا وبها نشأنا |
|
وقد كنّا بها في حسن حال |
نقيل سروحنا في كل يوم |
|
على الأشجار والماء الزلال |
وكنا نحن نسكن جنتيها |
|
ملوكا في الحدايق والظلال |
فوسوس ربنا عمرا فقال (١) |
|
لكاهنه المصر على الضلال |
فأقبلنا نسوق الجور منها |
|
إلى أرض المجاعة والهزل |
ألا يا للرجال لقد ذهبتم (٢) |
|
بمعضلة ألا يا للرجال |
أبعد الجنتين لنا قرار (٣) |
|
ولا هي ملتجأ أهل ومال |
وأرض البون قصدكم إليها |
|
لترعوها العظيم من المحال |
وفي الخشب الخلا وليس فيه |
|
لكم يا قوم من قيل وقال |
وهذا الطود طود الغور منكم |
|
ودون الطود أركان الجبال |
يريد بالطود ما قطع اليمن من جبال السراة التي بين نجدها وتهامتها وكان من روادهم رجل يقال له عايذ بن عبد الله من بني مالك بن نصر بن الأزد خرج لهم رايدا إلى بلد إخوتهم حمير فرأى بلادا وعرة لا تحتملهم مع أهلها فأقبل آيبا حتى وافاهم وأنشد :
علام ارتحال الحي من أرض مأرب |
|
ومأرب مأوى كل راض وعاتب |
أما هي فيها الجنتان وفيهما |
|
لنا ولمن فيها فنون الأطايب |
لئن قال قولا كاهن لمليكنا |
|
وما هو فيما قال أول كاذب |
نخلفها والجنتين ونبتغي |
|
بجهران أو في يحصب مثل مأرب |
__________________
(١) في صفة جزيرة العرب بتحقيق أخي القاضي محمد الأكوع : فوسوس ربنا عمرو مقالا.
(٢) في صفة جزيرة العرب المذكورة دهيتم.
(٣) بعد الصدر هذا في صفة جزيرة العرب المذكورة :
بريدة أو أثافت أو أزال |
|
وإن بجوف واد ليس فيه |
سوى الربض المبرز والسيال |
|
وفي غرق فليس لكم قرار ولا هي إلخ |