عشر جزء. ووسط هذا الاقليم بالتقريب أرض أرمينية الشمالية ؛ وابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك الى الشمال وبلاد الخزر. ويقطع وسط بحر جرجان الى بلاد الروم والقسطنطينيّة وبلاد برجان الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
الاقليم السابع : ويمر الاقليم السابع بوسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون عرضها وساعات نهارها الأطول ما قد طواه الشرح وابتداؤه من الموضع الذي انتهى اليه عرض الإقليم السادس ، وساعاته الى حيث يكون نهاره الأطول ست عشرة ساعة وربعا ، وعرضه خمسين درجة ، ووسط هذا الاقليم بالتقريب المواضع الواغلة في شمال بلاد الترك ، وابتداؤه من المشرق من شمال بلادهم ، ويمر على ساحل بحر جرجان الشمالي وبحر الروم وبلاد برجان والصقالبة الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
معرفة ما بعد الإقليم السابع : ثم منتهى عرض الإقليم السابع الى عرض أربعة وخمسين جزءا لا يخلو من هذه الأمم التي ذكرناها في الاقليم السابع هذا المقدار لهم متطرّق ومنجع لا يزال يتردد الفرق من التّغزغز والخزر وجيلان والبرغز والصقالبة فيه ، ثم تنقطع العمارة فيما بعد هذا العرض الى الموضع الذي يكون بعده من وتد الأرض الشمالي الذي يكون على سمته القطب مقدار درج الميل ، وهي أربع وعشرون وزيادة ثلث درجة ، وذلك ما عرضه ست وستون درجة ، لأن من هذا المقدار الى تسعين يبعد عن مدار الشمس ويفرط فيه البرد ، ولا يفارقه الثلج والجليد والضّريب والشفيف والصّقيع والقريس والبليل والهجا وغير ذلك مما يضاد نشوء الحيوان والنبات ، وقد فصّل بطليموس (١) جميع المسكون والخراب على ربع ساعة ، ربع ساعة ، وسنذكر ما قال تلو هذا الباب ـ إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في أصلنا فصل بالصاد المهملة وكذا ما بعده وفي «ب» و «ل» بالضاد المعجمة وهذه الألفاظ المترادفة للبرد لا تزال عندنا مستعملة إلا أن في معانيها تفاوتا فالثلج والجليد : البرد المصحوب بالثلج والجليد وهو ما نسميه بالجمد.
والضريب : البرد الشديد الذي يمحق الثمار عندنا. والشفيف البرد الممزوج بريح خفيفة لاذعة والقريس قريب منه. والبليل البرد المصحوب برذاذ من المطر والهجا بكسر الهاء لغة يمانية لم ترد في المعاجم وهو برد معه سحاب رقيق. والصقيع البرد الشديد الذي يصحبه ارتعاش. والطخا بكسر الطاء المهملة ثم خاء معجمة وهو مثل الهجا وأكثر ما يكون صباحا ومن هذا التاهم بالتاء المثناة من فوق وهو السحاب المنتشر الذي يسبب سخونة وبرودة في حين آخر وقد يكون معه رذاذ ، ومثله العما ويسمى العميّاني ومن المترادف الصرد والجمد.