على هذه الحصون وهذه القرى على ضياع تؤدي خمسة آلاف ذهب برا وشعيرا يكون سبعة آلاف وخمسمائة قفيز (١) ، ومن البرك والغيول على غيل عبلة وبركة سمع وبركة ميدان وبركة حالة وبركة السوق وبركة بيت فائس وعلى غيل عين بياضة وعين العشّة وعين بيت الهتل وعين الوعرين وتغلق على ميدانه وأنو باته ومجزرته ومساجده ، ومراعيه وأغنامه وبقره وخيله ما خلا الإبل فانها لا تطلعه وهو مع ذلك كثير السّباع في رأسه ، ولا مؤذ به من هوام الأرض ، لم ير فيه ثعبان ولا أفعى ولا عقرب ولا ضفرة ولا قعص (٢) ولا بعوض ولا بنات وردان وهي الضّوامير ولا خنفساء ولا كتّان وهو البق وقد يدخل البق في أمتعة المسافرين إليه فيمتن إذا صرن فيه وهو قليل الذباب والعنكبوت كثير الغراب والحدأة. فأما جوّه وهواؤه فمعتدل في الشتاء خاصة لأنه يكون في الشتاء صاحيا والذي عنيت من الشتاء فهو فصل الخريف عند الحسّاب وهو عصر الميزان والعقرب والقوس وقد ربما شابهه فيه عصر الجدي والدّلو والحوت وأكثر ذلك يعظم فيه نوء الثريا وهو عصر الجدي ونصف الدلو ونوء الصواب في الحوت ، وعصر الحمل والثور والجوزاء وهو الربيع عند الحساب فيه صرير كثير المطر والبرد والهجاء فاذا اتصل الثريا بالصواب بالربيع كادت أن لا ترى عليه الشمس مدة للضباب الذي يتعصب به فيفقدها الكلاب فإذا أتى عصر الصّحو وظهرت الشمس نبحتها الكلاب ، والخريف وهو عند الحساب الصيف وهو عصر السّرطان والأسد والسنبلة به كثير الأمطار والصواعق فيه كثيرة لارتفاعه وقد تحدث فيه وتختطف من أهله وإنما الرعد لقوة قادحة البرق ، ومبادىء حركتها وكل راعدة صاعقة لأنها إذا علت في الجو بلغت تلك الحركة منتهى مداها في الجو قبل ان تصل الأرض فإذا قربت اللامعة من الأرض وقع صوتها وحركتها إلى الأرض ولم تبلغ مداها فأحدثت فيما لقيته من الأجسام كالسهم الذي يلقاه الجسم عن قريب فيمخطه بشدة درأته فإذا أصاب جسما في أقصى مداه وقع فيه وهو عال ذاهب
__________________
(١) الضياع بالضاد المعجمة جمع ضيعة الأموال الرغيبة والكلمة من الدارجات على الألسن لاسيما في بلد ذي رعين والذهب بالذال المعجمة ثم هاء ساكنة وباء موحدة مكيال معروف عندنا وكان مستعملا في الجبال اليمنية إلى عهد قريب كما لا يزال يستعمل في تهامة اليمن إلى عهدنا وفي «ب» زهب بالزاي وهم مطبعي والقفيز مكيال مصري معروف.
(٢) القعص بفتح القاف وتسكين العين آخره صاد مهملة : نوع من الذر يلدغ وهو معروف عندنا وبنات وردان الشصاص والشوصر في اللغة الدارجة.