وقال في خزانة الأدب للبغدادي ج ٢ ـ ٤٥٠ في الكلام على الحيرة :
واول من ملك مالك بن فهم بن غنم دوس الازدي ملك العرب بالعراق عشرين سنة والحيرة هي ارض في العراق بلدة قرب الكوفة.
قال الهمداني في جزيرة العرب ـ هنا نص صريح لا يدع للشك مجالا ـ سار تبع ابو كرب في غزوته الثانية فلما اتى موضع الحيرة خلف هنالك مالك بن فهم بن غنم بن دوس الازدي على اثقاله وتخلف معه من ثقل من اصحابه في اثني عشر الفا وقال : تحيروا هذا الموضع فسمى الموضع الحير (وهو من قولهم تحير الماء اذا اجتمع وزاد وتحير المكان بالماء اذا امتلأ) (١) فمالك اول ملوك الحيرة وابوهم ، وكانوا يملكون ما بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر واطراف البراري الغمير والقطقطانية وخفية وكان مكان الحيرة من اطيب البلاد وارقه هواء واخفه ماء واعذبه تربة واصفاه جوّا قد تعالى عن عمق الارياف واتضع عن حزونة الغائط واتصل بالمزارع والجنان والمتاجر العظام لأنّها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر من الهند والصين وغيرهما.
فأنت ترى ما في هذين النصين مما لمحنا اليه ، ولنا ملاحظات غير هذه جمعناها مسجلة في كتابنا المعجم ، ومهما يكن من ذلك فاليك ايها القارىء كتاب «صفة جزيرة العرب» الذي يقول عنه «كاتب الشرق وامير البيان شكيب ارسلان» : الكتاب المنقطع النظير. وقد بذلنا في تنقيحه وتهذيبه الوسع وفي طبعته الثالثة هذه بالذات ، (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم.
بتاريخه السبت ست وعشرين خلت من جمادى الآخرة سنة ١٤٠٣ ه الموافق ٩ / ٤ / ١٩٨٣ م.
|
كتبه بقلمه محمد بن علي بن الحسين الاكوع الحوالي |
__________________
(١) يبدو ان ما بين القوسين من كلام البغدادي صاحب الخزانة.