البكرة ، ثم عن يسار ذلك أمواه الضباب فمنها الموجنيّة وغول والخصافة ووادي ذي أجراد وعن يسار ذي أجراد ماء يقال له منية (١) وهضبة لها حمراء ضخمة وعن يسارها هضبة وعن يمين ذلك ثهمد وهو جبل أسود في رأسه وشل وذات فرقين وهي هضبة مقسوم رأسها بنصفين مثل جبل شجان ، وكل تلك الأعلام في صحراء مطرحة بيداء ، ثم يليها حلّيت وهو جبل أسود طويل بلا عرض وعن يساره في ميل الحمى ماء يقال له نفي يروي أربعة آلاف بيت وخمسة آلاف بيت احساء تحسي من البطحاء ووراءه واريات وهي أقرن حمر مشرفات على بطن السرير (٢) واعشاش التي يذكرها الفرزدق :
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف (٣)
وقنوان وهما قرنان جبلان وفيهما يقول الكلابي :
أيا ليت شعري هل تغيّر بعدنا |
|
معارف ما بين الحمى فابان |
وهل زايل الرّيّان بعد مكانه |
|
وغول وهل باق على الحدثان |
وطلحة أعشاش التي طاب ظلها |
|
إذا مال منها بالضّحى فننان |
وكان الهوى قد مات للنأي موتة |
|
فعاش الهوى لما بدا قنوان |
الريان من مياه الضباب (٤) ، وأيمن من قنوين وأسفل منه الفرية بالفاء بئر وغريف والحصاة حصاة جبلة هضبة عظيمة ، في شعب منها دخلت بنو عامر من تميم في حربهم المعروفة يوم جبلة وهي كثيرة المياه ويحفها من عن يسارها بطن السرير وهو أسفل وادي الرمة (٥) ويقطعه من ورائه بطن السرّ ومياهه وهو واد فيه المياه عكاش وخف والنطاف وفي أسفله أدنى مياه حائل والعويند والأعبدة ومكينة يدفع أسفله في القريتين في وسط الشّور وهو فيف مطيريح طوله خمسة أميال ثم ترجع عن بطن السرير يحفك رمل الشعافيق عن يسارك وأنت مستقبل مطلع الشمس وشول وهذه المياه في غول طلح
__________________
(١) منية هضبة عظيمة لا تزال معروفة يدعها طريق المتجه من نفء (نفي) إلى ضرية يمينه في منتصف الطريق.
(٢) المعروف : واردات. والتّسرير ولكن التّسرير جنوب وادي الرمة وليس أسفله.
(٣) عزفت بالعين المهملة والزاي المعجمة فيهما وكان في الأصول بالراء والتصحيح من «اساس البلاغة».
(٤) والريان ايضا جبل في همدان الدنيا شمال صنعاء. والريان ايضا قمة من قمم جبل أجا ـ جبل طيء المعروف ـ والريان : قرية في الفرع في الحجاز. والاسم يطلق على مواضع أخرى كثيرة. والريان أيضا في مأرب.
(٥) المعروف التّسرير يعرف الآن بوادي الرشاء ولا يتصل بوادي الرمة.