الى نجران والى الجوف والى الغائط ، وفي أعالي أودية شاكر الصابة في الغائط بين نجران والجوف مواضع حمير الوحش في مثل قضيب والمصادر من الأغبر فإلى رشاحة فالى نجد الهلب (١) وسنذكر الجوف وبلد شاكر فيما بعد إن شاء الله عزوجل. ومن مكان حمير الوحش أسافل الأودية بين الجوف ومأرب فإلى صرواح والمأزمين (٢) والمراشي لبني عبد ابن عليان ولصبارة بن سفيان وقد ذكرنا الجوف وبلد بكيل من نصف الرّحبة رحبة صنعاء إلى نجران فالحضن من نجران (٣) لواثلة من شاكر ولأمير من شاكر وسميت الرّحبة باسم صاحبها الرّحبة بن الغوث بن سعد بن عوف (٤) وجعله رسول الله صلىاللهعليهوسلم) للحاملة والعاملة ثم للشّاء ، وقد يروى أنه نهى عن عضد عضاهها وكان قدماء المسلمين يتوقون ذلك ثم قد انهمك الناس في قطعها وحطبها وما يحسن عن فعل ذلك الحال (٥). ولا سوق لبكيل غير ورور وغرق وريدة وهي في بلد حاشد (٦). وأما أول بلد حاشد فالجراف (٧) من الرّحبة فذهبان فعشر فعلمان فرحابة الى حدود حار (٨) فالخشب اكثر سكنه خليطي من وادعة وغيرها من حاشد وبكيل ايضا وقد
__________________
(١) نجد الهلب لا يزال يحمل اسمه وهو بضم الهاء واللام بين نجران وحواير.
(٢) المازمين : المضيقين في سائلة اذنة مأرب.
(٣) الحصن : قرية في نجران لا زالت عامرة.
(٤) راجع بقية نسب الرحبة بن الغوث «الاكليل ج ٢ ـ ٢٣٧» وضبط الرّحبة بفتح الراء المشددة والحاء المهملة آخره هاء. عده المؤلف من حقول اليمن المشهور كما يأتي وهو واسع جدا فيه القرى والمزارع والأعناب والفواكه واعتبرها المؤلف من الجراف واليوم تعتبر من خارج الروضة وتقع شمال صنعاء وتتفاوت المسافة بتفاوت الاعتبارين فتتراوح فيما بين ميلين الى أربعة أميال ، ووهم ياقوت فضبطها بضم أوله وسكون ثانيه ثم ساق كلاما إلى أن قال : ورحبة قرية من صنعاء اليمن على ستة أيام منها ، وهي أودية ذات طلح وفيها بساتين وقرى لها ذكر في حديث العنسي ثم قال : رحبة صنعاء وساق كلام المؤلف برمته من قوله : وسميت الخ الى ان قال : وهي على ستة أيام من صنعاء ثم ساق كلامه الأول : فأنت ترى ما فيه من الوهم في الضبط وتقدير المسافة ولا لوم على ياقوت فهو معذور لبعده عنها.
(٥) كانت الرحبة عبارة عن غابة : هيجة كبيرة كثيرة الاشجار المدوحة ملتفة الاغصان والأعشاب والحراج وكانت تأوي اليها الوحوش وحيوانات الصيد ، وكانت القرى من خلفها وفيها قتل الملك سيف بن ذي يزن لما ذهب اليها يتصيد فاهتبل الأحباش انفراده فقتلوه راجع التاريخ ، وجاء في احداث التاريخ انها جرت حكومة بين الأبناء وبين أهل صنعاء بشأن احتطاب الرحبة وكان يتمسك الأبناء ان بيدهم عهدا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينهي عن احتطابها كما ذكر المؤلف بينما أهل صنعاء ينكرون ذلك انظر «قرة العيون».
(٦) لا زالت ريدة سوقا لحاشد وبكيل الى يومنا هذا.
(٧) في «ب» و «ل» والجراف ، بالواو بدل الفاء ولعله غلط مطبعي ، والجراف : بكسر الجيم آخره فاء : ضاحية من ضواحي صنعاء بين شعوب وذهبان وفيها مساكن وأهل ، والجراف أيضا بلدة من حاشد ثم في بني صريم ، والجراف أيضا حارة من حجة. ونجاف الذي في وصف قد اسند عمران صنعها اليه.
(٨) ذهبان : بلدة في شمال صنعاء في غول ذات نبع جار وبساتين وتعتبر من مخارف صنعاء نسبت الى ذهبان بن ذي ثعلبان (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٢١) وما يحمل اسم ذهبان اوردناه في «المعجم» ، وعشر سلف ذكرها وضبطها وموقعها ، وكذا علمان ، ورحابة : بضم الراء : وهي قرب حاز واخرى شرقي المعمر.