بلحارث بن كعب وهنالك أخلاط من بني منبّه ، ثم ريبان وسنبا والعطف كلها لمراد ، ثم يرامس (١) واد عظيم فيه النخيل والعطب وهو لفرقة من الأصابح من حمير ، ثم ذو سكير لبني مسلية.
ثم بعد ذلك أبين (٢) : ابين أولها شوكان (٣) قرية كبيرة لها أودية وهي للأصبحيّين ، والمدينة الكبيرة خنفر وهي ايضا للأصبحيين وقوم من بني مجيد يدعون الحرميّين وقوم من مذحج يدعون الزّفرّيين ، المضري (٤) قرية يسكنها الأصبحيّون ، الرّواع (٥) يسكنها بنو مجيد ، الملحة (٦) يسكنها بنو مجيد ، والمصنعة (٧) يسكنها الأصبحيون ، الجشير يسكنها الأصبحيّون أيضا ، الطّريّة يسكنها العامريون من ولد الأشرس (٨) ، البادرة (٩) يسكنها قوم يقال لهم الرّبعيّون من كهلان ، الجثوة (١٠) يسكنها الرّبعيّون ايضا ، الحجبور (١١) يسكنها الأخاضر من مذحج ، الفقّ
__________________
(١) ريبان : بفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة وآخره نون ، وسنبا : بفتح السين المهملة وسكون النون ثم باء موحدة وألف مقصورة ، والعطف : معروف الضبط ، هذه المساكن لا تزال معروفة قائمة البنيان ، والعطف : هو ما يسمى العطفة بإلحاق هاء آخر الحروف ، ويرامس : سلف ذكره وهو كما وصف المؤلف من الخصب والريف ويقع شرقي أبين وفيه جبال وهضاب متناثرة هنا وهناك.
(٢) أبين : بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة من تحت وآخره نون ، وحكى سيبويه بكسر الهمزة ، وهو بلا شك حجة ، ولا نعرف معاشر اليمنيين غير فتح الهمزة ، وهو مخلاف نفيس جدّا في منتهى اليمن شرقي عدن وإليه تنسب عدن أبين ليحترز عن عدن لاعة ، نسب إلى أبين بن ذي يقدم من حمير ، وبينها وبين عدن مسافة قرابة ثمانين كيلا وطريقها على الساحل شرق عدن وشرقيها أحور ومن غربيها مخلاف لحج وشمالها يافع وجنوبها البحر. قال القاضي مسعود : وأهلها أصح الناس مزاجا وأطيب النواحي ماء وهواء وتربة وفي أهلها شرف النفوس وعلو الهمة ، وانظر «معجم البلدان» و «طبقات ابن سمرة» و «النسبة».
(٣) شوكان : معروفة الضبط وهي اليوم خراب وأنقاض وفيها مآثر حميرية نقب على بعضها العالم الأثري الانجليزي «ميلن» وأخرج منها تماثيل.
(٤) المضري : هي اليوم من أخبار كان.
(٥) الرواع : كان في الأصول كلها الرواغ بالغين المعجمة آخر الحروف فأثبتناه كما ترى بعد الاستقراء.
(٦) الملحة : بفتحات : قرية عامرة بالسكان.
(٧) المصنعة : بفتح الميم وسكون ثانيه : قرية آهلة بالسكان وتسمى اليوم المصينعة بلفظ التصغير.
(٨) الطرية : بتشديد الطاء المهملة وكسر الراء وتشديد الياء المثناة من تحت ثم هاء : بلدة لا تزال عامرة ونسب اليها الفقيه عمرو بن عبد العزيز الأبيني الطريي تولى القضاء في وطنه وهو من اعيان القرن السادس. كذا في الجندي : والأشرس هو من كندة.
(٩) البادرة : بالباء الموحدة والدال والراء المهملتين آخره هاء : كذا في الأصول كلها ، والذي استفدناه من البحث انها البادة بحذف الراء ، وهي قرية مندثرة بجوار قرية الخاملة.
(١٠) الجثوة : سلف ضبطها وهذه من القرى المندرسة.
(١١) الحجبور : بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم وضم الباء الموحدة آخره راء : من القرى المنقرضات ، ولم يبق إلا واديها الذي يسمى باسم البلدة المذكورة. وتقع بجوار خنفر.