درب العجيز الكندي (١). ثم هينن (٢) وهي قرية كبيرة في اسفلها سوق وفي أعلاها حصن للحصين بن محمد التّجيبيّ وساكنها بنو بدّا وبنو سهل من تجيب. ثم صوران قرية مقتصدة (٣) لتجيب من كندة. ثم قشاقش قرية في رأس جبل لتجيب. ثم عندل (٤) مدينة عظيمة للصّدف وكان امرؤ القيس بن حجر قد زار الصّدف اليها وفيها يقول :
كأني لم ألهو بدمّون مرّة |
|
ولم اشهد الغارات يوما بعندل |
وعندل وخودون وهدون ودمّون مدن للصدف بحضرموت (٥). ثم الهجران وهما مدينتان مقتبلتان (٦) في رأس جبل حصين يطلع اليه في منعة من كل جانب يقال لواحدة خيدون وخودون كلّه يقال ودمّون وهي تثنية الهجر (٧) والهجر القرية بلغة حمير والعرب العاربة (٨) فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصبة من مخلاف مأذن (٩) ، وساكن خودون الصّدف
__________________
(١) درب العجيز : بضم العين المهملة آخره زاي : يحتفظ باسمه الى هذه الغاية.
(٢) هينن : بفتح الهاء وسكون الباء المثناة من تحت ثم نونين : بلدة عامرة وتتوطنها تجيب الى اليوم.
(٣) صوران : بضم الصاد المهملة وضم الواو وآخره نون ، ورسمها في ابن خرداذبه بالضاد المعجمة وهو واهم.
وانظر «اللباب».
(٤) عندل : بفتح العين وسكون النون ، بلد لا يزال عامرا.
(٥) خودون : بفتح الخاء المعجمة وكان رسمها في «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٠ بالجيم سبق قلم : وهدون : بفتح الهاء والدال المهملة. ودمون : بفتح الدال وتشديد الميم وأوردها ياقوت في حرف الدال المهملة وأورد كلام الهمداني ورسمها أيضا في حرف الذال المعجمة وبعد ان ضبطها بالحرف قال : هو الموضع الذي كان امرؤ القيس يشرب فيه فجاءه الوصاف رجل بنعي أبيه ، فقال امرؤ القيس :
تطاول الليل عليك دمون |
|
دمون انا معشر يمانون |
واننا لأهلنا محبون |
والمشهور المعروف والذي ينطق به اليمانون دمون بالدال المهملة لا سوى ولعل ذلك من ياقوت سهو ، وهذه المدن لا تزال عامرة بالأهل والسكن. وفي «الاكليل» ٢ / ٣٩ : (خودون من الهجرين مدينة بحضرموت عظيمة على جبل منيف فالجبل بين القريتين كالجمل البارك وفيهما يقول القائل :
خودون ودمون كفة بكفة |
|
والنخل والذبر بهما محفة |
الذبر : بالذال : الجرب ، ومن قاله بالدال المهملة فقد أخطأ.
(٦) في «معجم البلدان» : متقابلتان ولعله الصواب.
(٧) الهجران : معروفتان تحتفظان بالاسم والرسم وذكرهما الجندي في تاريخه ومن خرج منهما من الأعلام.
(٨) العرب العاربة : هي العريقة في العروبة. ولا زالت الهجر بالتحريك تطلق على القرية الكبيرة الى هذا العهد كما تطلق على آثار وأنقاض المدينة الجاهلية.
(٩) كل هذه الهجرات أنقاض وخرائب ليس منها عامر البتة فيما أعلم ، وهجر حصبة : بفتح الحاء والصاد المهملتين وفتح الباء الموحدة ثم هاء ، وهي في ظاهر الجراف من ضواحي شمال صنعاء بمسافة ثلاثة أميال تقريبا ويقال لها الحصيات بالجمع وهي من مخلاف مأذن قديما وقد دخلت اليوم فيما يسمّى صنعاء وبها قصور الشيخ البطل عبد الله بن الحسين الأحمر.