إشرافه. فبعد ان استعاد ميناء هرمز فقد هذا الموضع أهميته التجارية وانتقلت الحركة التجارية إلى البصرة حيث لا تصل يد الشاه لافتقاره إلى القوة البحرية التي بإمكانها أن تقف بوجه القوة البرتغالية فتحول دون وصول البضائع إلى البصرة. لذا كان مصمما على محاربة البصرة ليحرم البرتغاليين من الحصول على موطىء قدم لهم في المنطقة ويضطرهم من ثم إلى العودة إلى أحد موانئه دون أن يعيد إليهم ميناء هرمز ، ولأنه لا يستطيع إيقاف التجارة بين الهند والبصرة فعلى الأقل يمنع وصولها إلى حلب.
أما لو نظرنا إلى هذا الخبر من زاوية أخرى ، أعني بالنسبة إلى الأمير ناصر ، فيظهر الخبر لا أساس له ولا يمكن أن يصدق ؛ لأن الأمير ناصر يستفيد كثيرا من القوافل المسافرة بين حلب والبصرة. وهو وإن كان قد انحاز إلى الشاه في حملته على بغداد لأمر في نفسه ، لكنه كعربي وإنسان حر لا أعتقده يوالي الشاه ويعمل ضد مصالح بني قومه ؛ كما له في الوقت الحاضر وكلاء في البصرة يجمعون الضرائب والإتاوات ، وماذا يستطيع الشاه أن يفعل في البادية بدون مساعدة ناصر؟!.
أخيرا ، كان الأمير ناصر متألما بسبب الأضرار التي ألحقها به «أبو الريش» وكان الأجدى له ان يسوي أموره مع «أبو الريش» ومع السلطان القوي الذي ينتفع منه ، لئلا يخرب أموره. فليس من مصلحته ان يعرض نفسه لأخطار جديدة لأجل الشاه ، فهذا ـ أي الشاه ـ لا يقدر ان يلحق به ضررا ولا خير ينتظر منه. اللهم إلا إذا صار سيد المنطقة كلها أي بعد ان يستولي على الأرض كلها إلى حلب ، وهذا ليس بالأمر الهين ولا يتحقق بسهولة وسرعة ، وإن الأيام ستجلو الأمور وتظهر الخفايا!.
* * *
في التاسع من أيار [١٦٢٥] وصل إلى البصرة قبوجي آخر من قبل السردار أيضا ، فاستقبل باحتفال فخم ، وأطلقت المدافع عياراتها إكراما له.
وهذا بدوره حمل إلى الباشا خلعة جديدة ، وخبرا مفاده أنه ترك الصدر الأعظم وهو في ماردين ، فهو إذا وشيك الوصول إلى بغداد ، بعد أيام قليلة ، وأكد خبر