زخارف تمثل نفليات (١). وبعضها بما في ذلك المنزل الذي كان يسكنه في حياته آخر أشراف مكة المستقلين ، أقيم عليها مظلات خشبية منجورة كالنوافذ ، تصعد إليها النساء لاستنشاق الهواء الطلق فيها دون أن يراهن أحد. ويقضي أهل جدة وقتا طويلا على السطوح لأن / ١٢٤ / نسيم البحر يخفف من وطأة الحر الذي لا يكاد يحتمل في الصيف. يمتد السوق على طول المدينة ، ويسير موازيا للبحر ، ويتصل به بوساطة شارعين جانبيين. يضم سوق جدة كل أنواع البضائع ، أكثرها أجنبي ، وكذلك مواد غذائية محلية أو مستوردة : ونجد أن دمشق وبغداد وفارس ومصر والهند خصوصا موجودة في هذا السوق عبر منتجاتها الطبيعية أو المصنعة. وتسود فيه في كل الأوقات حركة غير عادية ، وليس بالسهل أن يشق المرء طريقه بين أكداس البضائع ، والجمال والحمّالين ، ناهيك عن الكلاب الضالة ، والمسالمة التي تبحث عن رزقها في هذه الضوضاء. أما العمال الذين يقومون بالأعمال الشاقة في السوق والميناء فهم يكادون جميعا يكونون من النوبيين أو من سكان الجبال ، ويسمون الحضارمة إنهم عموما رجال في غاية الوسامة ، مفتولو العضلات ، ذوو بأس ، ويكادون يكونون عراة ، ولون بشرتهم الناعمة واللامعة أسمر شديد الدكنة. ونرى أيضا بعض السود الأقحاح القادمين من البلاد القريبة من خط الاستواء ، ولكنهم عبيد ، في حين أن الآخرين أحرار ، ويحصلون على أجور غالية لقاء خدماتهم. وإن هذا السوق الذي يقع في الوسط بين إفريقيا وآسيا ، مهم لتنوع نماذج البشر الذين نلقاهم فيه ؛ فأنت تلقى فيه السود الذين لم يؤتوا من الجمال شيئا ، وتلقى فيه النماذج الجميلة / ١٢٥ / من الأجناس القوقازية المتميزة ، وليس تنوع اللغات والعادات بأقل إثارة : عرب المدن والصحراء ، تجار مسقط والبصرة ، أتراك ، سوريون ، يونانيون ، مصريون ، بربر ، وهنود بأعداد كبيرة ، وماليزيون وبانيانيون (٢) ، وكل من أولئك يلبس زيه الوطني ، وكلّ يتكلم بلهجته
__________________
(١) النفلية في فن العمارة هي : زخرف على شكل وريقات النفل الثلاث. (عن المنهل).
(٢) Banians ، جاء في رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٢٦ : «... وفي فترة الرياح الموسمية يقوم بعض البانيانيين Banians بزيارة جدة على متن السفن الهندية ، ـ.