وألف في ذلك رسالة
لطيفة سماها «سيف الإمارة على مانع نصب الستارة».
ثم لما كان يوم
الجمعة تاسع وعشرين جمادى الأولى من السنة المذكورة ، حضر الحطيم الشريف عبد الله المذكور ، والأشراف والعلماء ،
فدار الكلام في هدم بقية الجدران ، فاتفقوا على الإشراف عليه أولا ،
فدخل الشريف والجماعة إلى الكعبة وأشرفوا على بقية الجدران ، ونصب المهندسون
الميزان في الجدار اليماني ، فوجدوه خارجا عن الميزان نحو من ربع ذراع ، ثم برزوا من الكعبة
وجلسوا بالحطيم ، فاقتضى رأيهم أن تهدم بقية الجدارين الشرقي والغربي. ثم ينظر في الجدار اليماني ، فإن زاد في
الميل هدم وإلا فلا ، وانفضوا على ذلك.
ثم بعد مضي يومين
من المجلس المذكور ، رفع سؤال إلى علماء مكة الذين عليهم الاعتماد ، ومضمونه : هل
يجوز هدم الجدار اليماني إذا شهد المهندسون بوهنه وسقوطه إن لم يهدم؟. فأجابوا
بالجواز ، فاعتمد الولاة على ذلك ، وتعاطوا العمارة ؛ فشرع حينئذ المهندسون في هدم
بقية الجدران.
__________________