ذات سور ومدينة نفطه أيضا مصاقبة لهذه الحدود ولها سور ونخيل واسعة ، وقسطيليه (١) مدينة أيضا كبيرة عليها سور حصين ولها نخيل كثيرة والتمر والقسب بها كثير وهى مغوثة افريقية بتمورها وفيها الأترجّ الكثير الحسن الطيّب الزكىّ وأكثر الفواكه بها على حال معتدلة فى الطيبة وماؤها غير طيّب ولا مرىء يجرى سواقيها فى خلال أجنّتها ونخلها أكثر منه بغيرها ممّا يجاورها وسعر الطعام بها فى سائر الأقوات غال لأنّه يجلب اليها ولا يزرع بها من الشعير ولا القمح إلّا زرع تافه وهى من السعة والبيوع والأشربة فى الأسواق وكثرة الوارد والصادر عليها ملتمسين للمير والتجارة بما لا يدانيها فيه مدينة ممّا قاربها وجهاز الصوف فى جميع جهاته من الشقّة (٢) والكسى والحنبل الى سائر ما يعمل منه يحمل منها الى جميع الأقطار ، ومدينة الحمة مدينة غير طيّبة الماء أيضا ولها شىء من النخيل وبينها وبين مدينة قفصه القصور الثلاثة ، وقفصه مدينة أيضا مستقلّة ذات سور ونهر يجرى أطيب من ماء قسطيليه ولها أجنّة وكروم ونخيل وهى تصاقب من جهة إقليم قموده (٣) قاصره ومدينة مذكود (٤) ومدينة نفايض (٥) ومدينة كمونس الصابون وهى مديّنات قريبة الأحوال وكانت قبل سنة ثلثين فى غاية الكمال فأتى عليها أبو يزيد مخلد بن كيداد الإباضىّ ،
(٤٨) وأمّا جبل نفوسه فجبل عال منيف يكون نحو ثلثة أيّام فى أقلّ من ذلك وفيه منبران لمدينتين تسمّى إحداهما شروس (٦) فى وسط الجبل وفيها مياه جارية وكروم وأعناب طيّبة وتين غزير وأكثر زروعهم الشعير وأيّاه يأكلون وإذا خبز كان أطيب طعما من خبز الحنطة ولشعيرهم لذّة [٢٨ ب] ليس لخبز من أخباز الأرض لأنّه ينفرد بلذّة ليست فى خبز
__________________
(٢) (وقسطيليه) ـ (وقسطيليه) ، (١٠) (الشقّة) ـ (السقه) ، (١٤) (قموده) ـ (قموده) ، (١٥) (مذكود) كان كتب فى الأصل (مذكور) وكأنّه صحّح الى (مذكود) ، (١٦) (نفايض) ـ حط (نقاوص)، (١٨) (شروس) يلى ذلك فى حط (والأخرى تسمّى مسيف) وهو زائد ،