من المدينة على أربعة أيّام فى جنوبيّها وبها مسجد جامع غير أنّ أكثر هذه الضياع خراب وقتنا هذا وكذلك حوالى المدينة ضياع كثيرة قد خربت ، والعقيق واد من المدينة فى قبلتها على أربعة أميال فى طريق مكّة وأعذب ماء فى الناحية أبار العقيق ، وروى عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّ غبار المدينة أمان من الجذام ومن أقام بها وجد فى ترابها وهوائها رائحة ليست فى الأرائيج طيبا خلقة فيها وجوهريّة لا تتغيّر وهى أنقى (١) طينا من الطيب بسابور وألذّ نسيما من نهر الأبلّة ولا تتغيّر المعجونات والطيب بها ما أقاما ،
(١٦) وأمّا اليمامة فواد والمدينة به تسمّى الخضرمة دون مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم وهى أكثر نخيلا وثمرا من المدينة ومن سائر الحجاز ، وكانت قرارا لربيعة ومضر فلمّا نزل عليها بنو الأخيضر جلت العرب منها الى جزيرة مصر فسكنوا بين النيل وبحر القلزم وقرّت ربيعة ومضر هناك وصارت لهم ولتميم كالدار التى لم يزالوا بها وابتنوا بها غير منبر كالمحدثة التى بظاهر اسوان وكالعلاقى وهو المنهل يجتاز به الحجيج الى عيذاب (٢) وهم أهل معدن الذهب وإقامتهم عليه فى أمور سآتى على ذكرها فى أماكنها ، وليس بالحجاز بعد مكّة والمدينة أكبر من اليمامة ويليها فى الكبر وادى القرى وهى ذات نخيل أيضا (٣) ، والبحرين فى ناحية نجد وأكبر (٤) أعمالها ومدنها هجر وهى أكثر تمورا وليست من الحجاز وهى على شطّ بحر فارس ومقام القرامطة (٥) بها وهى دارهم ، ولهما قرى كثيرة وقبائل من مضر ذوو عدّة وعدد اغتصبت لضعف السلطان من أربابها ،
(١٧) والجار فرضة المدينة وهى على ثلث مراحل منها على شطّ البحر وهى أصغر من جدّة ، وجدّة فرضة لأهل مكّة على مرحلتين منها على شطّ البحر وكانت عامرة كثيرة التجارات والأموال ولم يكن بالحجاز بعد مكّة
__________________
(٦) (أنقى) ـ (انقا) ، (١٤) (عيذاب) ـ (عيداب) ، (١٧) (١١ ـ ١٧) (وكانت ... أيضا) يفقد ذلك فى حط ، (١٨) (وأكبر) ـ (وأكثر) ، (١٩) (القرامطة) ـ (القرامطة) ،