بامامة ابنته فاطمة وهم يدعون الفاطمية (١). أما البغدادي فيرى ان الخرمية صنفان صنف منهم كان قبل الاسلام كالمزدكية الذين استباحوا الحرمات وزعموا ان الناس شركاء في الاموال والنساء. والصنف الثاني الخرمية الذين ظهروا في دولة الاسلام ، وهم فريقان : بابكية ومازيارية ، وكلتاهما معروفة بالمحمرة (٢). ولأبن الأثير رأي فاحش في التسمية (٣).
لقد نشأت هذه الحركة بين سكان اذربيجان والمناطق الفارسية المجاورة لها ، بين من احتفظوا بمجوسيتهم ، والذين كانوا شديدي البغض والكراهية للاسلام والعرب. فكانوا يجرون وراء كل دعوة تستهدف محاربة الاسلام والقضاء على دولة العرب. والخرمية اصناف عديدة غير انهم يجمعون على القول بالرجعة ويقولون بتغيير الاسم وتبديل الجسم (٤) ، اي انهم يؤمنون بتناسخ الارواح والقول بالحلول. فقد جاء في وصية جاويدان التي بلغتها زوجته لاصحابه بعد موته : اني أريد أن أموت في هذه الليلة ، وان روحي تخرج من بدني وتدخل بدن بابك وتشترك مع روحه (٥). وكان بابك يقول لمن يستغويه انه اله (٦). ويدعون الى اباحة النساء والاموال. يقول المقدسي ، وجدنا منهم من يقول باباحة النساء على الرضاء منهن ، واباحة كل ما يلذ للنفس وينزع اليه الطبع ما لم يعد على أحد يقرر (٧). وقد أمر المازيار الأكرة بانتهاب أموال أرياع
__________________
(٣) مروج الذهب ٣ / ٣٠٥.
(٤) الفرق بين الفرق / ١٦١.
(٥) الكامل ٦ / ٣٢٨.
(٦) البدء والتأريخ ٤ / ٣٠.
(٧) الفهرست / ٤٩٦.
(٨) نفس المصدر / ٤٩٤.
(٩) البدء والتأريخ ٥ / ١١٤.