٥ ـ ان الله تعالى شيء لا كالاشياء وانه خلق كل ما خلقه من لا شيء.
وكان مذهب الاعتزال قد ظهر في أيام الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ، ولم يزل ينمو ويتزايد اتباعه الى أيام الخليفة المأمون العباسي الذي اعتنق هذا المذهب واظهر القول بخلق القرآن ، وحاول ان يجعل الاعتزال مذهب الخلافة الرسمي.
أما خلاصة عقيدة أهل السنة في القرآن الكريم فقد لخصها ابن دحية بما يلي : ان القرآن كلام الله عزوجل ، صفة ذاته وهو سبحانه متكلم به. نزل به جبريل على رسول الله صلي الله عليه وسلم فدعاه عنه وبلغه بلسانه العربي. وانه في المصاحف مثبوت ، وفي القلوب محفوظ ، وبالآذان مسموع ، وبالاصوات متلو ، وبالافهام مفهوم ، وبالحروف والاشكال والاصباغ مخطوط ، وبالالفاظ مقروء ، فمكتوبه ومخطوطه ومسموعه ومتلوه ومحفوظه ومقروءه ، حقيقة كلام الله عزوجل غير محدث ولا مخلوق ولا مجعول. وان كل تلك الصفات محدثة كائنة بعد ان لم تكن ، مختلفة متغايرة فانية ، وكلام الله باق واحد ثابت لا يزول ولا يحول ولا يبدل(١).
وقد اتفق جمهور اهل السنة والجماعة على أصول أركان الدين ، وأهمها (٢) :
١ ـ ان العالم كل شيء هو غير الله عزوجل ، وان كل ما هو غير الله تعالى وغير صفاته الأزلية مخلوق مصنوع ، وان صانعه ليس بمخلوق ولا مصنوع. وان الحوادث كلها لا بد لها من محدث صانع ، وان صانع العالم خالق الأجسام والأعراض خيرها ، وشرها.
٢ ـ ان علم الله تعالى وقدرته وحياته وارادته وسمعه وبصره وكلامه صفات أزلية له ونموت أبدية.
__________________
(٣) النبراس / ٧١ ـ ٧٢.
(٤) للمزيد من التفصيلات راجع الفرق بين الفرق / ١٩٤ ـ ٢١٧.