امانة صدر واضطلاع كفاية |
|
وصحة عزم واتساع ذراع |
وعند ما ترك المستعين بالله حاضرة الخلافة الى بغداد استصحب معه محمد بن الواثق بالله وغفل عن أن يأخذ معه المعتز والمؤيد ولدي المتوكل على الله. فلما نزل ببغداد علي محمد بن عبد الله بن طاهر خليفته فيها ، قال له محمد : يا أمير المؤمنين اين المعتز والمؤيد؟
قال : بسر من رأى. قال محمد : فجرى على لساني ان قلت شعر زهير :
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها |
|
فلاقت بيانا عند آخر معهد |
دما حول شلو تحجل الطير حوله |
|
وبضع لحام واهاب مقدد |
ومعنى البيتين : اضاعت البقرة ولدها اذ غفلت عنه بالرعي ، فلم تغفر لها السباع غفلتها وافترست ولدها ، فشهدت دماءه عند آخر موضع فارقته فيه ، ورأت بقية جسده وجلده والطيور تحوم حولها (١).
كما تنبأ عن مصير المستعين بالله عند شخوصه الى بغداد ، أبو علي أحمد بن الحارث اليمامي ، فقال (٢) :
ما زال الا لزوال ملكه |
|
وحتفه من بعده وهلكه |
ومن الشعراء الذين امتدحوا المستعين بالله محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي المعروف باترجة ، فقد قال (٣) :
__________________
(٢٢) الهفوات النادرة / ١٩ ـ ٢٠.
(٢٣) الطبري ٩ / ٢٨٢.
(٢٤) تاريخ بغداد ٥ / ٨٥.