يؤمهم صادع بالحق أحكمه |
|
حزم وعلم بما يأتي وما يذر |
لو خير الناس فاختاروا لأنفسهم |
|
أخط منك لما نالوه ما قدروا |
فأمر له بألف دينار. وطلب من المغني ابن المكي ان يغني هذه الأبيات (١).
ومن الأدباء الذين كان المنتصر ينادمهم الأديب الضرير أبو العنياء محمد بن القاسم بن خلاد. وقد سأله المنتصر بالله يوما : ما أحسن الجواب؟ قال : ما اسكت المبطل وصير الحق. فقال له : أحسنت والله (٢).
أما الشاعر البحتري فقد ابتعد عن بلاط المنتصر بالله لانه كان يتهمه بالاشتراك في مؤامرة اغتيال أبيه. الا ان سياسة المنتصر بالله الودية تجاه العلويين جعلت لسان البحتري ينطلق بمدحه بقصيدة جاء في أولها قوله (٣) :
حججنا البنية شكرا لما |
|
حيانا به الله في المنتصر |
من اللحم عند انتقاض الحلوم |
|
والحزم عند انتقاض المرر (٤) |
تطول بالعدل لما قضى |
|
وأجمل في العفو لما قدر |
__________________
(٥) نفس المصدر.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ١٧٧.
(٧) كامل القصيدة في ديوان البحتري ٢ / ٨٤٨ ـ ٨٥١.
(٨) المرر جمع مرة. وهي اصالة العقل وقوة الخلق.