القواطع ، وذلك ان
بها يقطع ما يحتاج الى قطعة من الاطعمة اللينة ، كما يقطع هذا النوع من المأكول
بالسكين ، وهي الثنايا والرياعيات. وعن جنبي هذه الاربعة في كل واحد من اللحيين
سنان رؤوسهما حادة وأصولها عريضة ، وهي الأنياب وبها يكسر كل ما يحتاج الى تكسيره
من الاشياء الصلبة مما يؤكل. وعن جنبي النابين في كل واحد من اللحيين خمس اسنان
أخر عوارض خشن ، وهي الأضراس. ويسميها اليونانيون الطواحن لانها تطحن ما يحتاج الى
طحنه مما يؤكل. وكل واحد من الثنايا والرياعيات والانياب له أصل واحد ، أما
الاضراس فما كان منها في اللحى الاعلى فله ثلاثة أصول خلا الضرسين الاقصيين ، فانه
ربما كان لكل واحد منهما أصول أربعة. وما كان من الاضراس في اللحى الاسفل فلكل
واحد منها أصلان خلا الضرسين الاقصيين فانه ربما كان لكل واحد منهما أصول ثلاثة.
وانما احتيج الى كثرة أصول الاضراس دون سائر الاسنان لشدة قوة العمل بها. وخصت
العليا منها بالزيادة في الاصول لتعلقها بأعلى الفم.
فاستحسن الواثق
بالله ما ذكره حنين بن اسحاق وطلب اليه أن يصنف له كتابا يذكر فيه جميع ما يحتاج
الى معرفته من ذلك. فصنف له كتابا جعله ثلاث مقالات ، يذكر فيه الفرق بين
الغذاء والدواء والمسهل وآلات الجسد .
وكان من جملة ما
سأل الواثق بالله حنين بن اسحاق واجاب عنها ، انه سأله عن الاشياء المغيرة للهواء.
قال حنين : خمس ، وهي أوقات السنة ، وطلوع الكواكب وغروبها ، والرياح ، والبلدان ،
والبحار. قال السائل : فكم هي أوقات السنة؟ قال حنين : أربعة :
__________________