بن الليث عما كان قلده من الولايات ، ولعنه بحضرتهم وأمر بلعنه على المنابر ، واشخص الموفق القائد صاعد بن مخلد الى فارس لحربه (١). وازدادت علاقة عمرو بالخلافة سوءا بحيث نشبت الحرب بينه وبين جيش الخليفة بقيادة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف في سنة ٢٧٣ ه فانهزم جيش عمرو ، وكان قوامه خمسة عشر ألفا بين فارس وراجل ، واسر منهم ثلاثة آلاف واستأمن ألف. وغنم ابن دلف من معسكر عمرو من الدواب والبقر ثلاثين ألف رأس ، وما سوى ذلك كثير (٢).
وفي السنة التالية سار الموفق بنفسه لمحاربة ابن الليث. فسير عمرو احد قواده العباس بن اسحاق في جمع كبير من العسكر الى سيراف ، وانفذ ابنه الى ارجان ، وجعل ابا طلحة شركب صاحب جيشه على مقدمته. فاستسلم أبو طلحة الى الموفق مستأمنا. فلما سمع عمرو بذلك توقف عن المسير الى حرب الموفق. الا ان أبا طلحة عزم على العودة الى جانب ابن الليث ، فقبض عليه الموفق بقرب شيراز وجعل أمواله لابنه أبي العباس. ثم سار الموفق بجيشه نحو عمرو الذي عاد الى كرمان ومنها الى سجستان. ويظهر ان الموفق لم يكن مستعدا لملاحقته ، فكر راجعا (٣).
وقد واجه عمرو بن الليث في أواخر حكمه خطر السامانيين الذين الذين انشأوا امارتهم في ما وراء النهر ، وكانت نهايته على أيديهم اذ نازعوه السلطة. ولما سار بجيوشه الى ما وراء النهر لمحاربة أحمد بن اسماعيل الساماني هزم جيشه وتمكن أحمد من أسره. وقد خيره بالمقام عنده أو توجيهه الى الخليفة ، فاختار عمرو توجيهه الى الخليفة ، فوجهه أحمد مقيدا. وقضى بقية أيامه في
__________________
(٣٩) الطبري ١٠ / ٧ ، والكامل ٧ / ٤١٤ ، والمنتظم ٥ / ٨.
(٤٠) الطبري ١٠ / ١٢ ، والكامل ٧ / ٤١٦ وفيه ان هذه الحرب كانت في سنة ٢٧١.
(٤١) الطبري ١٠ / ١٣ ، والكامل ٧ / ٤٢٦.