الفصل الخامس
في الذبائح
والنذور
إعلم أنّ من المسائل المسلّمة الواضحة
الضرورية عند طوائف المسلمين : اختصاص الذبح والتقرّب بالقربان به سبحانه ، فلا
يصحّ الذبح إلاّ لله.
وهكذا أمر النذر ، فمن المؤكّد المتّفق
عليه بين طوائف المسلمين أن النذر لا يصحّ إلاّ لله ، ولذا يذكر في صيغته : لله
عليّ كذا.
أمّا الذبح عن الأموات ، فلا بدّ أن
يكون لله وحده وإن كان عن الميّت ، وكم بين الذبح عن الميّت والذبح له ، والممنوع
هوالثاني لا الأوّل.
قال بعض العلماء رحمهالله في « المنهج » : وأمّا من ذبح عن الأنبياء والأوصياء
والمؤمنين ، ليصل الثواب إليهم ـ كما نقرأ القرآن ونهدي إليهم ، ونصلّي لهم ، وندعو
لهم ، ونفعل جميع الخيرات عنهم ـ ففي ذلك أجر عظيم.
وليس قصد أحدٍ من الذابحين للأنبياء أو
لغير الله سوى ذلك.
أمّا العارفون منهم فلا كلام ، وأمّا
الجهّال فهم على نحو عرفائهم.
__________________